تظاهر خمسة آلاف شخص مساء الأربعاء 17 اغسطس ضد زيارة بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، منتقدين استخدام الأموال العامة لتمويل الزيارة وطالبوا بفصل تام بين الكنيسة والدولة. ويزور البابا بينديكت السادس مدريد اعتبارا من الخميس 18 اغسطس وحتى الأحد 21 اغسطس المقبل احتفالاً باليوم العالمي للشباب الكاثوليكي والتي بدأت الثلاثاء 16 اغسطس وتشهد حضور مئات الآلاف إلى العاصمة الإسبانية. وفرضت السلطات الإسبانية إجراءات أمنية مشددة حول التظاهرة التي نظمت في وسط مدريد، ومنعت الشرطة محتجين يعرضون واقيات ذكرية من الاشتباك مع كاثوليك يرتدون صلبانا ويرددون "يعيش البابا". وكان من بين المتظاهرين، علمانيون ومدافعون عن حقوق المرأة ومثليون وجماعات يسارية فضلا عن أعضاء في حركة "الساخطون" التي تأسست قبل ثلاثة أشهر وتدعو لإجراء إصلاحات في النظام السياسي والاقتصادي لإسبانيا. وتنتقد الحركة سيطرة أسواق المال على السياسة كما تنتقد الفساد والامتيازات التي يتمتع بها السياسيون في إسبانيا، التي تعاني من معدل بطالة يصل إلى 20 بالمئة. وكان من بين الشعارات التي رفعها المحتجون على زيارة البابا "فرص عمل أكثر وصلبان أقل". واستنكر المتظاهرون انفاق ما يقدر بنحو 70 مليون يورو (100 دولار) على الزيارة في الوقت الذي تخفض فيه الحكومة الانفاق على الخدمات الاجتماعية. وبشكل رسمي، تتم تغطية معظم تكاليف الزيارة البابوية من الرسوم التي يدفعها الزائرون والشركات الراعية ولكن النقاد أشاروا إلى نشر حوالي 10 آلاف عنصر من الشرطة وتكلفة النظافة وخفض رسوم نقل الزائرين واستخدام المباني العامة مثل المدارس والقاعات الرياضية لإقامتهم خلال الاحتفالات. ورفض المتحدث باسم الحكومة خوسيه بلانكو هذ النقد قائلا إن الزيارة ستعود على إسبانيا بأكثر من التكلفة بكثير، وأوضح أن وصول ما يربو على 1.5 مليون شخص بمناسبة زيارة البابا سيضخ أكثر من 100 مليون يورو في الاقتصاد المحلي. وطالبت التظاهرة في وسط مدريد بفصل كامل بين الكنيسة والدولة في إسبانيا وهي رسميا ليست دولة متدينة ولكن الكنيسة الكاثوليكية لا تزال تتمتع بامتيازات مالية وغيرها. في غضون ذلك، من المقرر أن يمثل طالب مكسيكي أمام أحد القضاة الأسبان غدا الخميس، إثر اتهامه بالتخطيط لشن هجوم بالغاز على الجماعات المعارضة لزيارة البابا.