كالعادة.. يتم استقبال بابا الفاتيكان «بنديكت السادس عشر» في زياراته لعواصم العالم المختلفة بمظاهرات حاشدة منددة بسياسات وسلوكيات الكنيسة الكاثوليكية، وفي أحدث زيارة له لإسبانيا التي بدأها أمس، تظاهر آلاف المواطنين الإسبان احتجاجا على هذه الزيارة غير المرغوبة، وجرت الدعوة إلى المظاهرة من جانب منتدى يطلق عليه «إنني لا أنتظرك» الذي يضم نحو 60 رابطة يسارية وعلمانية ونسوية وبيئية ورابطات أخرى. وتجمع المتظاهرون في ميدان بوسط مدينة برشلونة، المحطة الثانية في زيارة البابا، وطالبوا بالفصل الواضح بين الكنيسة والدولة، وكانوا يحملون لافتات ترفع شعارات ضد فضائح الكنيسة الكاثوليكية الرومانية الخاصة بالتحرش بالأطفال وحظرها استخدام الواقي الذكري، وانتقد المتظاهرون ما وصفوه بالتكاليف الباهظة لزيارة البابا مطالبين بعدم تمويلها من الخزينة العامة للدولة، ووضع بعض المحتجين أشرطة لاصقة على أفواههم في إشارة إلى غياب حرية التعبير داخل الكنيسة الكاثوليكية، ومن المقرر تنظيم المزيد من المظاهرات الاحتجاجية اليوم خلال الزيارة البابوية بما في ذلك فعالية بشأن تقبيل المثليين في برشلونة. ومن أبرز محطات جولة بابا الفاتيكان لقاءاته مع العائلة المالكة وكبار المسؤولين، وفي مقدمتهم ملك إسبانيا خوان كارلوس الأول والملكة صوفيا وولي العهد الإسباني الأمير فيليب وزوجته الأميرة ليتيسيا ورئيس الوزراء خوسيه ثاباتيرو، ويرعى البابا خلال زيارته عددا من الاحتفالات والطقوس الدينية المقرر إقامتها في مدينتي «برشلونة» و«سانتياجو دي كومبوستيلا» الواقعة شمال غربي البلاد، ومن أهمها زيارة كنيسة «العائلة المقدسة»، إحدى أبرز الكنائس في العالم، والتي لا تزال قيد الإنشاء منذ ما يربو على قرن من الزمان، وتأدية صلاة القداس في هذه الكنيسة احتفاء بالسنة اليعقوبية المقدسة التي تقام مرة واحدة في كل سنة. وتعد هذه الزيارة هي الثانية للبابا «بنديكت السادس عشر إلى إسبانيا، بعد أن زارها قبل أربعة أعوام لرعاية «اللقاء العالمي للأسرة» الذي أقيم في مدينة «فالنسيا» عام 2006، ومن المقرر أن يزورها مجددا العام المقبل لرعاية احتفالات «اليوم العالمي للشباب». وفي السياق نفسه، كان مئات من ضحايا الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها كهنة بحق أطفال وعائلاتهم، قد تظاهروا أمام الفاتيكان الأحد الماضي لإدانة إدارة الكنيسة الكاثوليكية لهذه الفضيحة، وقاموا بمسيرة حاملين الشموع لتوجيه رسالة إلى الفاتيكان، احتجاجا على اعتداءات جنسية قام بها كهنة المركز الكاثوليكي في مدينة «فيرون» بحق 67 طفلا من الصم والبكم، وصدرت احتجاجات مماثلة في أوروبا وأمريكا اتهمت الكنيسة بعدم التحرك بسرعة وحزم ضد الكهنة المتورطين في هذه القضايا أو في إخفائها، وقال «بيرني ماكديد» أحد الناشطين ضد الممارسات المشينة للكنيسة: إن المجتمع فشل في معالجة مشكلة استغلال الأطفال من قبل الكهنة لكن لا يمكننا أن نترك هذه القضية دون حل، وأنه حان وقت التحرك، معبرا عن أمله في كشف الغطاء والتأكد من أن كل الأطفال الذين تعرضوا لانتهاكات في العالم بواسطة قساوسة يتلقون مساعدة. وكانت آخر زيارة خارجية لبابا الفاتيكان إلى بريطانيا في شهر سبتمبر الماضي قد استقبلته خلالها أيضا مظاهرات حاشدة، والتقاه عدد من ضحايا الاعتداءات الجنسية التي وقعت على يد رجال دين داخل أروقة الكنيسة الكاثوليكية، حيث كان الضحايا أطفالا وقت تعرضهم للاعتداءات الجنسية من قبل العاملين بالكنيسة، وقد جمعوا تجاربهم الشخصية وقصصهم المؤلمة وأحلامهم المزعجة مع الاعتداءات الجنسية في كتاب أهدوه إلى البابا