أكد عميد وأستاذ تطبيق السياسات العامة في كلية «لي كوان يو» السنغافورية، سفير سنغافورة الأسبق في الأممالمتحدة، البروفيسور كيشور محبوباني، أن سنغافورة بدأت رحلة نموها من تحسين وضع المعلم مالياً واجتماعياً. ودعا خلال محاضرة «التكامل بين الخدمة المدنية والتنمية الوطنية في سنغافورة» التي أقيمت في مجلس سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في قصر سموه بالبطين، إلى إيفاد الطلاب للدراسة في بلاده. وقال إنه «من المؤسف أن لدينا عدداً قليلاً من الطلاب الخليجيين يدرسون في جامعاتنا، لذلك أدعوكم إلى عدم الذهاب إلى أوروبا لأنكم سترون الماضي، أما بذهابكم إلى الجامعات الأميركية، فسترون الحاضر. وإذا أردتم رؤية المستقبل فعليكم بالذهاب الى آسيا، لأن 90? من النمو في العالم سيأتي من خارج أوربا، وسيكون من آسيا، لافتاً إلى أن الحضارات الثلاث في آسيا (الصينية، والهندية، والإسلامية) ممثلة في سنغافورة». وشدد على أن ما دفع النظام التعليمي لديهم هو اكتشافهم أن المعلم هو أهم شخص في العملية التعليمية، وفي معظم دول العالم يكون التعليم مهنة من الدرجة الثانية، أو الثالثة، ولكن في سنغافورة تمكنا من ان نجعل التعليم مهنة من الدرجة الأولى. وقال محبوباني «دفعنا رواتب كبيرة للمعلمين ومديري المدارس، حتى نحصل على تعليم متميز، وأصبح المعلمون من الربع الأول في الدولة، واستثمرنا في التعليم أكثر من أي شيء آخر». وأضاف محبوباني «عندما تقلد دولة تجربة دولة أخرى يجب عليها التقليد بذكاء لأن هناك أشياء تنجح في ثقافات ولا تنجح في ثقافات أخرى». وأكد أن عالماً جديداً بدأ يظهر في الوجود حالياً، يصاحبه نهاية حقبة السيطرة الغربية على تاريخ العالم، وهي لا تعني نهاية الغرب، لأن الحضارة الغربية ستبقى. وأوضح أن الاقتصاد الأول في العالم، مستقبلاً، سيكون الاقتصاد الصّينيّ، يليه الهندي، ثم الولاياتالمتحدة الأميركية، وهذا هو التغيير الذي سيحدث في العالم وأشار محبوباني الى أن ما يحدث في آسيا هو تكرار لما حدث في الثورة الصناعية الاوروبية، والتحسن المعيشي الملحوظ في آسيا، يؤكد الخطى السريعة والتطور غير المسبوق في تاريخ البشرية. وشدد على أهمية النزاهة في رقي وتقدم أي مجتمع، مشيراً الى واقعة حبس نائب وزير سنغافوري لمجرد قبوله دعوة رجل أعمال لقضاء إجازة مجانية. وأشار إلى أن سنغافورة كانت أول دولة تضع رسوماً على الطرق السريعة لحلّ مشكلة الازدحام، إضافة إلى أنها الدولة الأولى التي حولت الخدمات الأساسية، مثل تحصيل الرسوم والاتصالات، إلى اختصاصات الشركات الخاصة، مع وجود هيئة للتنظيم والمراقبة. وأكد أن المعجزة الحقيقية لسنغافورة، هي النظام الصحيّ، لأن الولاياتالمتحدة تصرف 16? من صافي ناتجها على الصحة، بينما تصرف سنغافورة 25? من صافي ناتجها، ونظامها الصحي أفضل من النظام الأميركي، ومتوسط العمر في سنغافورة أعلى بكثير من أميركا، والبنك الدولي يعتبر سنغافورة من أفضل الدول التي تقدم خدمات صحية.