أصبحت التشوهات الخلقية والإعاقة وسيلة للتسول والخروج من الحالة الاقتصادية التي يعيشها معظم اليمنيين، حيث أقدم (لطف منتصر علي جابر – 32 عاماً) على تكسير أضلاع طفلته( سبأ لطف – تسعة أشهر) وذلك لغرض التسول بها . وتوضح خديجة الريمي والدة الطفلة (سبأ – تسعة أشهر) ل (عناوين)، أن زوجها ضرب ابنتهما الوحيدة بعد ستة أشهر من ولادتها، فكسر يديها ثم عالجوها لدى طبيب شعبي جبر كسورها بطريقة خاطئة، ثم قام بضربها مرة أخرى فكسر يديها ورجليها ثم ضربها مرة ثالثة حتى خرجت الدماء من أنفها وأذنيها ونقلت إلى مستشفى الحديدة ككل مرة وحصل والدها على التقارير الطبية اللازمة. وقالت والدة الطفلة سبأ ل (عناوين) إن زوجها لطف يحصل في كل مرة يضرب بها سبأ على تقارير يذهب بها إلى التجار وفاعلي الخير يطلب منهم مساعدته على العلاج! غير أن هذه المرة الأخيرة تم تحويلهم من الحديدة إلى المستشفى العسكري بصنعاء باعتبار أن والدها جندي في خفر السواحل اليمنية. وأضافت الوالدة "إن الأطباء أكدوا أن في دماغها مياها لا يتم التأكد من وجودها أو سحبها إلا في المستشفى العسكري بصنعاء وعندما وصلا إلى المستشفى العسكري أجريت للطفلة الفحوص الأولية وأخذ والدها النتائج ثم بدأوا في الفحوص الأخرى، فسألوه كيف تعرضت هذه الطفلة لكل هذه الكسور؟ فقال لهم إنها سقطت من على سريرها وهي نائمة". وقالت الأم" فقال له الطبيب الشرعي إن في الطفلة كسورا كثيرة في أوقات متفرقة لا يمكن أن تكون كلها نتيجة سقوط من السرير، وعندما أحس والد الطفلة أن أمره سينكشف خرج من المستشفى تاركا زوجته وطفلته ولم يعد". إلا أن إدارة أمن المستشفى وحسب مصادر مطلعة أكدت ل (عناوين)، أنها احتجزت الأم لغرض التحقيق معها، فكان منها أن اعترفت بأن الأب هو مَن قام بتكسير عظام ابنته. وأوضحت المصادر أن إدارة أمن المستشفى أحالت القضية إلى نيابة غرب الأمانة، وقالت إن إدارة المستشفى رفضت إكمال الفحوص للطفلة وذلك لعدم وجود مَن يدفع التكاليف. مدير منظمة سياج المهتمة بحقوق الطفل في اليمن أحمد القرشي أكد ل (عناوين)، أن الأب سافر إلى مسقط رأسه ومحل إقامته مع أسرته في محافظة ريمة، ولجأت الأم إلى منزل عمها في صنعاء وبدأ الأب في مطالبته بعودة زوجته إلى منزل الزوجية. وأضاف القرشي "وفي سبيل ذلك تقدم بشكوى إلى إدارة الأمن مدعمة بتزكية من عضو مجلس محلي تربطه به قرابة، فسجنوا والد الزوجة وهو بحسب تأكيد أقربائه عجوز مسالم يخاف من المشكلات وسبق له أن أعادها إلى منزل زوجها عدة مرات رغم علمه بأنه يضربها ويعتدي عليها". وطالبت والدة الطفلة من المهتمين بحقوق الطفل والإنسانية بالنظر إلى حالها وحال طفلتها ومعالجة (سبأ) التي لا حول لها ولا قوة . يشار إلى أن دراسة ميدانية أعدها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في اليمن عن الإساءة للأطفال أجريت على طلاب من أربع جامعات حكومية أوضحت أن 94.4% أكدوا أنهم تعرضوا للإساءة في طفولتهم، 84% منهم تعرضوا للإساءة الجسدية، وأكد 42% أنهم تعرضوا للإساءة الجنسية بمختلف أشكالها.