علق الداعية الشيخ عائض القرني على نقد إحدى حلقات مسلسل "طاش 18" لتصرفات بعض القضاة، بالتأكيد ضرورة التفريق بين نقد الدراما لتصرفات المتدينين والقضاة، وبين نقد ما يحملونه ويدعون إليه من تعاليم دينية، مؤكدا أن المسلسل وجه نقده بأسلوب مزلزل ومضحك في الوقت نفسه. وقال فى حلقة "نبض الكلام" التي بثت على قناة MBC1، الخميس 4 أغسطس 2011 : "لا يوجد أحد فوق النقد، سواء أكانوا متدينين أو قضاة أو دعاة، كلهم ليس لهم حصانة من التوجيه وحتى من المحاسبة من ولي الأمر، له أن يحاسبهم فهم ليسوا أنبياء ومعصومين". وأضاف: "لا بد أن نفرق بين نقد هؤلاء كأشخاص وممارسات يفعلونها، وبين الدين الذي يحملونه، فإن كان القصد أن ممارستهم فيها خطأ، فأنا مع هذا النقد، أما إذا كان نقدهم لأنهم متدينون، فهذا أمر آخر". وتابع : "القاضي الذي يرتشي لا بد أن يعرض أمره ويحاسب، وأمس قرأت المتابعات والتعليقات على الإنترنت على مسألة القاضي في طاش، ورجعت إلى المقطع كي أحكم بنفسي، وجدته مضحكا، ومزلزلا، ولكنه يجب أن يظهر بهذه الصورة لأنه كان يرتشي، بينما أن مهمته هي أن يقضي بالعدل". من جانب آخر دعا القرني إلى عدم الشماتة من الرئيس المصري السابق حسني مبارك على خلفية خضوعه للمحاكمة، مؤكدا في الوقت ذاته أن التسامح معه يجب أن لا يتم إلا بعد محاكمته بعدل ومعرفة ما اقترفه، لأن هناك مصريين قتلوا في المظاهرات، إضافة إلى معرفة المسؤولين بصفقة الغاز مع إسرائيل. وقال : "بعيدا عن العواطف والظاهرة الإعلامية، أقول على المسلم ألا يشمت في من وقع في مصيبة، سواء مسجون، أو معزول، كما يجب علينا تدبر أحوال الدنيا، فكان مبارك يعيش في عزّ والآن هو مسجون، فهو سبحانه يعزّ من يشاء ويذل من يشاء". وأضاف: "يجب ألا يغتر أحد برئاسته ولا بملكه ولا بعلمه، وعليه بالعمل الصالح، فلا تركن أنت إلى منصبك، فالرئيس حسني مبارك كان عنده جهاز أمني ضارب يقارب المليون، وجيش كبير، وبين عشية وضحاها أصبح خلف القفص، وأنا لا أقول ظالم ولا أتشفى، ولكن هذا من باب العبر". وعن رأيه في التسامح مع مبارك، قال: "منهج الإسلام ينص على العدالة، هناك مواطنون مصريون قتلوا في المظاهرات والمحاكمة ستوضح من المسؤول عن ذلك، كما أن هناك صفقة الغاز، وغيرها من القضايا التي يجب أن يتم حسمها ومعرفة المسؤول عنها، قبل أن يتم التسامح معه على حسب كرم المصريين". وأضاف: "الظلم يخرب العمران، إن الله يؤيد الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ويمحق الظالمة ولو كانت مسلمة، دول مثل بريطانيا وفرنسا، يتم حكمها بالعدل رغم عدم حكمها بالشريعة الإسلامية، بينما وقع الظلم في بلاد عربية"، وتساءل: "كيف استقرت الدول الأوروبية؟.. كل الأمور عندهم فيها عدل دنيوي، ونحن من شرفنا الله بالإسلام لم نحكم بالإسلام".