قالت مصادر أمنية يمنية ان قوات الامن قتلت اثنين من زعماء القاعدة في الجنوب أثناء هجوم دام في محافظة ابين المضطربة ضمن جهودها لاستعادة مناطق استولى عليها متشددون اسلاميون. لكن جماعات معارضة ومحللون امنيون يتشككون في مزاعم الحكومة ويقولون انها تريد ان تظهر أن لها اليد العليا في الصراع في ابين حيث تحدى المتشددون سيطرة الجيش في الشهور القليلة الماضية بالاستيلاء على العديد من المناطق ومنها زنجبار عاصمة المحافظة. وقال موقع وزارة الدفاع 26 سبتمبر.نت ان قواتها قتلت عائض الشبواني وعواد محمد الشبواني في قتال عنيف يوم الاربعاء. وقال اليمن في السابق انه قتل عائض الشبواني في غارة جوية في يناير كانون الثاني 2010 وفي 2009 قال انه قتل شخصا يدعى عواد الشبواني. وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهو فرع لشبكة القاعدة مقره اليمن نفى مقتل الرجلين في ذلك الوقت. واعترف مسؤول حكومي طلب عدم نشر اسمه بأن المتشككين لديهم سبب للشك وقال "لديهم سبب لبعض الشكوك نظرا لنقص الدقة في بعض المعلومات السابقة المقدمة لكن وسائل اعلامنا اعلنت النبأ مع تلقينا له من المنطقة." وتشعر الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية وكلتاهما كانت هدفا لهجمات فاشلة من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بالقلق من تزايد الاضطراب في اليمن مع دخول الاحتجاجات الحاشدة الساعية للاطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح شهرها السادس. ويتعافى صالح حاليا في الرياض بعد اصابته في انفجار قنبلة في قصره الرئاسي. وقال علي دهمس وهو معارض من ابين فر من المنطقة في الاسابيع القليلة الماضية انه يعتقد بأن الحكومة تخفي مدى قوة المتشددين هناك. واضاف ان هذه الاعلانات مجرد مهدئات وهي مجرد محاولة لاسترضاء الولاياتالمتحدة لكن كل ما سيحدث ان المعركة ستنتقل الى مدينة أخرى. وفي الاسابيع القليلة الماضية افادت قوات الامن في ابين بأن الجيش قتل عشرات المتشددين وبينهم اثنان اخران على الاقل من زعماء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. ولم يؤكد التنظيم بعد مقتل اي من زعمائه لكنه في العادة يستغرق عدة اسابيع لاصدار اعلانات عبر الانترنت. وقال المحلل اليمني المتخصص في شؤون القاعدة سعيد عبيد انه احصى حوالي 300 من متشددي القاعدة تفيد المزاعم بمقتلهم منذ مطلع العام وهو نفس عدد اعضاء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذين تقول الحكومة انهم يعملون في اليمن. وقال "ما اجده مثيرا للشك ان مقتل (عائض وعواد) الشبواني قيل انه حدث في ضربة جوية وان الاعلان جاء فور الغارة. الحكومة تبحث عن انتصارات الان حتى لو كانت اكاذيب." ويقول منتقدو صالح انه يجعل قواته تخفف قبضتها حول المناطق المشتبه بوجود متشددين فيها لاجل اقناع المجتمع الدولي بأنه وحده يقف في وجه سيطرة المتشددين. ويقول تيودور كاراسيك المحلل الامني في مجموعة انيجما ومقرها دبي انه توجد بعض الحقيقة في اتهامات المعارضة لكنه عبر عن اعتقاده بأن خطة الحكومة ربما جاءت بنتيجة عكسية. واضاف ان الجيش يقاتل المتشددين في ابين منذ اسابيع لكن لم يمكنه بعد استعادة المدن الكبرى. وتابع "من الواضح جدا أن الحكومة تترك الامن يتداعى كي تأتي للانقاذ في وقت لاحق. لكن الان لا يبدو ان ذلك يعمل على نحو جيد." ويقول بعض المحللين ان الحكومة ربما قتلت كثيرا من المتشددين في أحدث هجوم لها لكن من المستبعد ان يكون كل هؤلاء من اعضاء القاعدة. وربما يكون هؤلاء اعضاء في جماعات متشددة اخرى او ربما جماعات قبلية اصبحت جزءا من المعركة. وقال جيريمي بيني المحلل الامني الكبير في اي.اتش.اس جينيس "في كثير من الاحيان لا يمكن التثبت فعليا من الادوار التي تنسبها السلطات اليمنية لهؤلاء الاشخاص." واضافت "اعتقد انه توجد نزعة من جانب قلة من قوات الامن لاعطاء انطباع بأن الناس الذين يقضون عليهم مهمون جدا وربما يبالغون في تقدير اهميتهم." وتشهد ابين اراقة للدماء بصورة يومية منذ استولى المتشددون على مدينة جعار في مارس اذار وعاصمة المحافظة زنجبار في مايو ايار. ورفض المسؤولون المحليون ومسؤولو الاسعاف في ابين اعلان تقديرات لعدد الجنود الذين قتلوا او جرحوا في الاشتباكات. وفر حوالي 54 الف شخص الى ميناء عدن الاستراتيجي المجاور الذي ضربت القوات طوقا امنيا حوله لمنع تسلل المزيد من المتشددين اليه