في غضون أربعة أيام فقط أقدم ثلاثة شبان وإمراة في محافظة إب 190كم جنوب صنعاء على الانتحار، وذكرت مصادر أمنية ل (عناوين) أن أجهزة الأمن رصدت خلال الأيام الماضية أربع حالات انتحار في مناطق متفرقة من محافظة اب وسط اليمن. وأضافت المصادر أن جميع الحالات والتي من بينها إمرأة أستخدم فيها تناول السم ، يذكر أن تقرير امني يمني حديث كشف عن ارتفاع حالات الانتحار في أوساط اليمنيين بنسبة 52 في المائة عن الأعوام السابقة حيث سجلت الاجهزه الأمنية 465 حالة خلال العام الماضي. وأظهر التقرير الصادر عن وزارة الداخلية حصلت ( عناوين ) على نسخة منه أن عدد حالات الانتحار ومحاولات الانتحار المسجلة لدى سلطات الأمن في مختلف محافظات اليمن خلال الأعوام الثلاثة الماضية بلغ 1401 حالة. وأوضح التقرير أن عدد الوفيات من المنتحرين في الأعوام الثلاثة بلغ 765 شخصا من الجنسين من بينهم 624 شخصا انتحروا بواسطة أسلحة نارية و 141 شخصا استخدموا وسائل أخرى كالسموم والشنق وغيرهما. ومنذ العام 1995 يتضح أن عدد الحالات التي تم رصدها وحتى العام 2008 تزيد عن 2612 حالة انتحار معظمها لشباب وفتيات لم يتجاوزوا العقد الثالث من العمر. ويبرر علماء النفس اليمنيون هذه الظاهرة بالظروف المعيشية الصعبة والاجتماعية المعقدة إضافة إلى الخلافات الأسرية المتفاقمة. ويؤكدون أن الانتحار عادة ما يكون ناتجا عن أفكار قهرية او اكتئاب او عوز او فشل يفضى الى شعور واعتقاد لدى الشخص المنتحر بان الموت هو اقصر الطرق للتخلص من مشاكل الحياة – حسب الدكتور عبد الكريم جباري أخصائي الأمراض النفسية والعصبية في اليمن إلا أن الدكتور فؤاد الصلاحي استاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء يرى أن للانتحار أسبابا متعددة منها إدمان الخمور والمخدرات والتحول غير المدروس على الثقافة الغربية باتخاذها منهجا للحياة وهو ما يؤدى بالضرورة الى حالة من التفسخ الاخلاقي والنفسي الذى يمكن ان يكون سببا وجيها لاختصار البعض حياتهم بالاقدام على الانتحار. لكن ما يثير قلق ومخاوف المختصين والمهتمين حول هذه الظاهرة، هو تزايد نسبة إقدام الفتيات أو النساء المتزوجات على الانتحار مقارنة بالرجال في مجتمع محافظ مثل اليمن ، وكثيراً ما يعلن عبر الصحافة المحلية عن وقوع مثل هذه الحوادث من حين إلى آخر، لكن نادراً ما يتم الإعلان عن ملابساتها، حيث سبق أن أعلن عن أقدام خمس فتيات من أسرة واحدة بإحدى القرى اليمنية الجبلية على الانتحار، من خلال رمي أنفسهم في ماء السد المجاور للقرية نتيجة معاناة من ضغوط أسرية. لتكشف المعلومات بعد ذلك أن اجمالي عدد حالات الانتحار في تلك القرية خلال أسبوع فقط، بلغ أكثر من سبع حالات يقف وراءها العنف الأسري والقهر والحالة الاقتصادية . وتشير دراسات متخصصة إلى أن عددا من النساء يدفن على أساس أن وفاتهن طبيعية دون أن تتأكد الجهات الرسمية المختصة والمعنية من أسباب الوفاة الحقيقية، ودون أن تسعى اسرة المرأة المتوفاة في استخراج شهادة وفاة معتمدة، الأمر الذي يفتح الباب واسعاً لاجتهادات وعمليات شك عديدة حول طبيعة الوفاة وخاصة إذا كانت المتوفاة شابة في مقتبل العمر ولم تعان من أي أمراض خطيرة ظاهرة طيلة حياتها.