انتقدت صحيفة بريطانية الفرح والابتهاج الغربي بمقتل قائد تنظيم القاعدة أسامة بن لادن واصفة القادة الغربيين الشامتون بأنهم منافقون وأكثر دموية لأنهم قتلوا مئات الآلاف من الأبرياء والمدنيين وأن إرهابهم هو السبب الرئيسي في إنتشار المزيد من الإرهاب، حيث أن الدول الغربية دمرت العراق وأفغانتسان، ومع ذلك يحتفلون بالإعلان عن قتل بن لادن. ونشرت صحيفة سوشياليست ووركر (Socialist Worker) البريطانية في عددها الأسبوعي الجمعة6 مايو 2011 على صفحتها الأولى أربعة صور للرئيسين الأمريكين باراك أوباما وسلفه جورج بوش، ولرئيسي مجلس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وسلفه توني بلير وكتبت (دعاة الحرب مبتهجون بعد قتل بن لادن، المنافقون الدمويون). وقالت الصحيفة أن باراك أوباما وديفيد كاميرون وحلفائهم الغربيون فرحون بزعمهم أن بن لادن كان مصدر الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، ولكنهم منافقون في هذه الإدعاءات عند النظر إلى عدد القتلى والمعاناة والدمار الذي سببته الحروب الغربية على مدى السنوات العشر الماضية، حيث قتلوا مئات الآلاف وشردوا الملايين وأجبروهم على الفرار من حروبهم المدمرة، وأضافت الصحيفة أن هناك المزيد من القتل وآخره قتل ثلاثة أحفاد للقذافي أعمارهم أقل من 12 سنة. وأكدت الصحيفة اليسارية أن الولاياتالمتحدة ليس لها الحق في أن تكون في أفغانستان أو تقيم قواعد عسكرية في جميع أنحاء العالم، حيث تعتقد أنه ليس لأحد الحق في سؤالها عن الغزو والتفجير في كل مكان تشاء، وانتقدت السجون السرية للولايات المتحدة وسجن جوانتانامو وخطف الناس ووضعهم بالسجون، وما يعانيه السجناء من تعذيب على أيدي عملاء أمريكا، وقالت أن عمليات الولاياتالمتحدة السرية والغير قانونية تشمل قتل بن لادن حيث حلقت الطائرات الأمريكية ونفذت عملية الاغتيال بدون إذن باكستان أو إبلاغها مسبقا، وتساءلت الصحيفة كيف يمكن أن تستجيب أمريكا مثلا لطائرة حلقت وهبطت في مزرعة جورج بوش في تكساس في مهمة قتل، أمريكا تبرر إجراءاتها للرد على الإرهاب وعلى هجوم 11 سبتمبر، ولكن في الحقيقة مثل تلك الأفعال إنما تأتي ردا على القمع وليس تعبيرا عن الشر. وأشارت الصحيفة إلى أن بن لادن وأتباعه يتحثدون بغضب عن تأثير الإمبريالية الأمريكية والغضب للظلم الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، ودور التواجد العسكري الأمريكي بالخليج.، وقالت أن إدعاء بوش بالحرب على الإرهاب كان دائما ستارا للنخبة الحاكمة في أمريكا لتمديد سلطتها العالمية، وأن دول محور الشر التي تهدد السلام والديمقراطية هي دائما الدول التي لا تكون حليفة لأمريكا. وانتقدت الصحيفة توقف أوباما عن استخدام مصطلح الحرب على الإرهاب إلا أنه ماضي قدما في الحرب، وقد أراد من عملية قتل بن لادن إلى إرسال رسالة إلى بقية العالم أن الولاياتالمتحدة ما زالت تستطيع أن تضمن الأمن العالمي، ولكن برأي الصحيفة أن قتل بن لادن لن يحعل العالم أكثر أمنا بل سيزيد من ثقة الولاياتالمتحدة على شن المزيد من الحروب وتأكيد قوتها على الساحة الدولية، والقوى العظمى الأكبر في العالم قد اهتزت جراء الأزمة الاقتصادية العالمية وأصبحت أكثر رعبا من الثورات العربية التي اجتاحت شمال أفريقيا والشرق الأوسط، لأن الملايين تظاهروا بالشوارع وتمرد الجنود أيضا في مواجهة للقمع التي تمارسه تلك الدول، حيث أسقطت الديكتاتوريات في مصر وتونس، وما زالت الثورات مستمرة حيث أظهرت كيف يمكن للناس أن يأخذوا حياتهم بأيديهم. وختمت الصحيفة اليسارية تقريرها بأن قوة الثورات العربية هي التي يمكن أن تصنع تحديا للإمبريالية الأمريكية في المنطقة، حيث عانت هذه الأجيال العربية من الحرب والفقر والاضطهاد على أيدي الطغاة المدعمون من الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون، ولكن في النهاية الوقت يتغير والناس ينهضون ليحققوا الأمل لمستقبل مختلف للغاية، وهذا التغيير قد تشكل من خلال احتياجات أولئك الذين عانوا لفترة طويلة. الجدير بالذكر أن صحيفة سوشياليست ووركر هي مطبوعة أسبوعية تصدر عن حزب العمال الاشتراكي في بريطانيا بالإضافة إلى موقع إخباري خاص على الإنترنت.