قطعت الخطوط الجوية العربية السعودية شوطاً متقدماً نحو استكمال تخصيص أحد أهم قطاعاتها، وهو قطاع الخدمات الفنية الذي تم تحويله إلى شركة الخطوط السعودية لهندسة وصناعة الطيران، بالإعلان عن استقطاب شريك تجاري للشركة يسهم فيها بنسبة 30%. وأكد مساعد مدير عام الخطوط السعودية للعلاقات العامة عبد الله بن مشبب الأجهر في تصريح صحفي الثلاثاء 26 أبريل 2011، أن تخصيص الشركة يمثل عدة أبعاد، في مقدمتها البعد الاستراتيجي الذي يهدف إلى جعل المملكة العربية السعودية المركز الرئيسي لصناعة الطائرات التجارية في منطقتي الشرق الأوسط والخليج، بما يشكل دعما للاقتصاد الوطني. وأشار إلى صدور قرار المجلس الاقتصادي الأعلى بتخصيص الخطوط الجوية العربية السعودية في عام 1427ه القاضي بتحويل مختلف قطاعات المؤسسة إلى وحدات استراتيجية تمهيداً لتحويلها إلى شركات مملوكة لها، وتم تحويل قطاع الخدمات الفنية آنذاك إلى وحدة استراتيجية تحولت سريعاً إلى العمل التجاري وفق ما تفرضه المنافسة الكبيرة في اقتصاديات صناعة النقل الجوي وخدماته بين الشركات العاملة في هذا المجال. وأفاد بأنه وبعد استكمال تلك المراحل تم تأسيس شركة الخطوط السعودية لهندسة وصناعة الطيران كشركة ذات مسؤولية محدودة اتخذت من مدينة جدة موقعا رئيسيا لها تضم اليوم 5523 موظفاً يشكل السعوديون منهم 88% موزعين على 26 محطة داخلية و30 محطة دولية. من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط السعودية لهندسة وصناعة الطيران المهندس علي بن عبد الله ملعاط، أن الشركة أتمت عدداً من المشاريع ضمن خارطة الطريق الخاصة بالانطلاق نحو التخصيص، مبينا أن الشركة قامت بإعادة صياغة هيكلها التنظيمي ليشمل الهيكلة المالية والتنظيمية والتشغيلية والقانونية وشؤون الموارد البشرية بما يتوافق مع متطلبات التشغيل والرؤية الاستراتيجية الجديدة التي تكفل لها القدرة على تلبية احتياجات السوق ومجابهة التحديات والمخاطر. ولفت الانتباه إلى أن شركة الخطوط السعودية لهندسة وصناعة الطيران نجحت في إبرام اتفاقية طويلة الأجل مع وحدة الطيران الأساسي منحت بموجبها حقوقاً حصرية لتقديم خدمات الصيانة وجميع الخدمات ذات الصلة لأسطول الخطوط السعودية الحالي الذي يضم أكثر من 125 طائرة بعد إضافة 44 طائرة جديدة التي تم استلامها مؤخراً من طراز إيرباص 320 و321 و330. وأكد أن مرحلة تخصيص الشركة تأتي بعد سلسلة من الخطوات الناجحة التي اتخذتها الخطوط السعودية لتخصيص عدد من وحداتها الاستراتيجية مثل التموين والشحن والخدمات الأرضية، ومنها ما تم في آواخر سبتمبر من عام 2007م من توقيع الخطوط السعودية لاتفاقية بيع حصة 49%من قطاع التموين إلى شركة التموين المحدودة التي تمثل ائتلاف شركة مجموعة عبد المحسن الحكير للسياحة والتنمية وشركة الفوزان القابضة وشركة نيورست جروب هولدنينج أس أل، لتعود في العام التالي وفي نفس الفترة لتوقع اتفاقية بيع 30% من قطاع الشحن لصالح شركة "ترابط لخدمات الشحن الجوي" كشريك استراتيجي. وأضاف المهندس علي ملعاط أن الشركة قامت بعد ذلك بتخصيص الوحدة الاستراتيجية للخدمات الأرضية وذلك بتوقيع اتفاقية اندماج شركة الخطوط السعودية للخدمات الأرضية المحدودة مع الشركة الوطنية لخدمات المناولة وشركة العطار للخدمات الأرضية لإنشاء شركة لتقديم الخدمات الأرضية في جميع مطارات المملكة. وقد أعلنت الخطوط الجوية السعودية في ذلك الوقت عن قرب تخصيص وحدة الطيران الأساسي والمتوقع أن يكون مع نهاية 2011م بإذن الله.