قطعت الخطوط الجوية العربية السعودية شوطاً متقدماً نحو استكمال تخصيص قطاع الخدمات الفنية الذي تم تحويله إلى شركة، تحت مسمى «شركة الخطوط السعودية لهندسة وصناعة الطيران» وذلك بالإعلان عن استقطاب شريك تجاري للشركة يساهم فيها بنسبة 30 في المائة. وأكد مساعد مدير عام الخطوط السعودية للعلاقات العامة عبدالله بن مشبب الأجهر، أن تخصيص الشركة يمثل عدة أبعاد، في مقدمتها البعد الاستراتيجي، الذي يهدف إلى جعل المملكة المركز الرئيسي لصناعة الطائرات التجارية في منطقتي الشرق الأوسط والخليج بما يشكل ذلك من دعم للاقتصاد الوطني. وأشار الأجهر إلى أن قرار المجلس الاقتصادي الأعلى بتخصيص الخطوط الجوية العربية السعودية في عام 1427ه، يقتضي تحويل مختلف قطاعات المؤسسة إلى وحدات استراتيجية تمهيداً لتحويلها إلى شركات مملوكة لها، فقد تم آنذاك تحويل قطاع الخدمات الفنية إلى وحدة استراتيجية تحولت سريعاً إلى العمل التجاري وفق ما تفرضه المنافسة الكبيرة في اقتصاديات صناعة النقل الجوي وخدماته بين الشركات العاملة في هذا المجال. وبعد استكمال تلك المراحل تم تأسيس شركة الخطوط السعودية لهندسة وصناعة الطيران كشركة ذات مسؤولية محدودة اتخذت من مدينة جدة موقعا رئيسا لها وهي تضم اليوم 5523 موظفاً، يشكل السعوديون منهم (88 في المائة) موزعين على 26 محطة داخلية و30 محطة دولية. من جانبه أوضح الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط السعودية لهندسة وصناعة الطيران المهندس علي بن عبدالله ملعاط أن شركة الخطوط السعودية لهندسة وصناعة الطيران أتمت عدداً من المشاريع ضمن خارطة الطريق الخاصة بالانطلاق نحو التخصيص، حيث أعادت صياغة هيكلها التنظيمي ليشمل الهيكلة المالية، والتنظيمية والتشغيلية، والقانونية، وشؤون الموارد البشرية بما يتوافق مع متطلبات التشغيل والرؤية الاستراتيجية الجديدة التي تكفل لها القدرة على تلبية احتياجات السوق ومجابهة التحديات والمخاطر. كما نجحت في إبرام اتفاقية طويلة الأجل مع وحدة الطيران الأساسي منحت بموجبها حقوقاً حصرية لتقديم خدمات الصيانة وجميع الخدمات ذات الصلة لأسطول الخطوط السعودية الحالي والذي يضم أكثر من (125) طائرة بعد إضافة ال (44) طائرة جديدة التي تم استلامها مؤخراً من طراز إيرباص 320 و 321 و 330 . تأتي مرحلة تخصيص الشركة بعد سلسلة من الخطوات الناجحة التي اتخذتها الخطوط لتخصيص عدد من وحداتها الاستراتيجية مثل التموين والشحن والخدمات الأرضية. ففي أواخر سبتمبر من عام 2007 م وقعت الخطوط السعودية اتفاقية بيع حصة 49 في المائة من قطاع التموين إلى شركة التموين المحدودة التي تمثل ائتلاف شركة مجموعة عبدالمحسن الحكير للسياحة والتنمية وشركة الفوزان القابضة وشركة نيورست جروب هولدنينج أس أل، لتعود في العام التالي، وفي نفس الفترة لتوقع اتفاقية بيع (30) في المائة من قطاع الشحن لصالح شركة «ترابط لخدمات الشحن الجوي» كشريك استراتيجي. ثم تخصيص الوحدة الاسترتيجية للخدمات الأرضية، وذلك بتوقيع اتفاقية اندماج شركة الخطوط السعودية للخدمات الأرضية المحدودة مع الشركة الوطنية لخدمات المناولة وشركة العطار للخدمات الأرضية لإنشاء شركة لتقديم الخدمات الأرضية في جميع مطارات المملكة.