"معذب في بلاد الإنسانية" هكذا يصف المواطن سعيد الزهراني نفسه، بعد أن ضاقت به الأرض بما رحبت، وأغلقت أمامه الأبواب في علاج ابنه علي. حفيت قدماه وهو المعاق أيضاً إعاقة حركية شديدة، وتكالبت عليه الديون، وبلغ به اليأس إلى حد أن أفكاراً بالتخلص من الحياة تراوده، إلا أن إيمانه بالله يدفعه للبحث مجدداً في دهاليز وزارة الصحة، والإدارة العامة للهيئات الطبية والمكاتب الصحية بالخارج عن الأمر الملكي بعلاج ابنه والصادر في 1428ه . يقول سعيد من الباحة ل(عناوين)ان ابنه علي ولد قبل 13 عاماً بإعاقة عقلية وجسدية، ظهرت بوادرها عليه في شهره الخامس، وعندما بلغ الطفل الثامنة ساءت حالته، بسبب نوبات الصرع، وحالات التشنج التي تنتابه وتنتهي بالإغماء وفقدان الوعي. وقد حاول سعيد بذل الغالي والنفيس لعلاج ابنه علي "اقترضت أخيراً 130 ألف ريال من البنك، وأنا أعول خمسة إخوة لعلي ابني البكر، ولا أشكو حالي إلا إلى الله". وبعد أن استنفد سعيد (35 عاماً) كل الجهود في مراجعة المشافي المتخصصة داخل المملكة، توصل إلى نتيجة مفادها أن علاج علي داخل المملكة غير متاح، وهو قد يكون ممكناً خارج المملكة حسب الاستشارات الطبية، التي أجريت عبر الاتصال والمراسلة. لم يجد الأب بداً – بعد أن أعياه الجهد- من أن يرفع معاناته عام 1428ه لخادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رعاه الله "كان أملي وظني في مكانه، فقد استجاب – سلمه الله – للطلب، وكان عند حسن الظن، كما هو العهد به دائماً، ووجه المقام السامي بعلاج ابني في الخارج على نفقة الدولة". لكن فرحة سعيد الأب المكلوم لم تكتمل، فأوراق المعاملة دخلت مكاتب وزارة الصحة و الإدارة العامة للهيئات الطبية والمكاتب الصحية بالخارج منذ أربع سنوات ولم تخرج، رغم مراجعاته المتكررة وتردده على وزارة الصحة والإدارة العامة للهيئات الطبية والمكاتب الصحية بالخارج في العاصمة الرياض، الأمر الذي يزيد من أعبائه، ويتساءل سعيد بحسرة "ما الذي يحول دون تنفيذ الأمر السامي، وتأمين متطلبات سفر ابني علي للعلاج في الخارج؟.