لا تخلو حياة أي زوجين من المشاجرات ، ولأن الخلافات شيء طبيعي فإن هذا يقودنا إلى أن لحل الخلافات طرقا وأساليب ، بعضها فطري وبعضها الآخر مكتسب . من المسلم به أن يجب إبقاء الخلاف داخل غرفة النوم وبعيدا عن الأهل والجيران والمعارف . لكن من الأخطاء التي تتعارض مع قواعد الاتيكيت هو النقاش في مواضيع الخلاف بصوت مرتفع ، في محاولة من البعض للتأثير على الطرف الآخر . وهذا ما تعتبره قواعد (الاتيكيت) منافيا للذوق العام . وشكل من أشكال ضعف الشخصية سواء كان يمارسه الرجل أو تمارسه الامرأة وفي جانب آخر بات يلاحظ كثير من المستشارين الأسريين خطأ يتكرر بين شريحة واسعة من الأزواج ، الخطأ يتمثل في الآتي حين ينشأ نقاش بين زوجين ، ويقوم أحدهما بالتحدث ، يقوم الطرف الآخر بالتفكير في الرد على الأجزاء الأولى من الحديث الذي استمع إليه ، لينصرف عن بقية الحديث للبحث عن رد . وبعد أن يوصل إلى رد يقوم بقطع الحديث ليقم الرد وتتكرر الحالة نفسها مع الطرف الآخر. بمعنى أنه يستمع إلى جزء من الرد ثم يقوم بالتفكير في مواجهته برد آخر تاركا بقية الحديث ، ليدور الطرفان في حلقة (مفرغة) ينتج عنها توهان المحاور الأساسية للحديث. هذه العملية تعتبر ضد (الاتيكيت) وسببا رئيسيا من أسباب كثرة التصادم بين الزوجين.
وهنا تحث قواعد الاتيكيت على (الاستماع بانصات) حين ينشأ خلاف بين الزوجين ، وعدم الانشغال عن شكاوى الزوج بالبحث عن ردود لاسكاته . إذ أن قواعد الاتيكيت تحرص على أن تظهر الزوج أمام زوجه بصورة الشخص (الواثق من نفسه). قبل الختام ، بقي أن نذكر بأنه على الأزواج أن يكونوا أكثر حرصا في تجنب الخلافات ، لأن الخلاف سمة من سمات تدني الذوق العام داخل الأسرة .