كشف الملحق الثقافي في سفارة السعودية في لندن البروفيسور غازي بن عبدالواحد المكي عن وجود تلاعب بعض الجامعات البريطانية من خلال إرسالها فواتير رسوم دراسية للملحقية لطلاب سعوديين غير متواجدين في بريطانيا، وكذلك قيامها في حين آخر بإرسال فاتورتين لطالب واحد لتحصيل المزيد من المبالغ المالية. وأضاف المكي مساء الأحد، 3 أبريل 2011، أثناء زيارته ولقائه الطلاب والطالبات المبتعثين في مدينة بورتسموث جنوب بريطانيا أن هذه الجامعات المعنية قامت أيضا بتزويد الملحقية بتقارير وهمية عن حضور وأداء طلاب سعوديون وتقارير أخرى توضح مستوياتهم الدراسية وهم لا يدرسون فيها وبعضهم أساسا ليس موجودا في بريطانيا، وأكد أن التلاعب كان تارة من خلال الجامعات نفسها وتارة أخرى من خلال تعاون بعض المشرفين الدراسيين الموظفين بالملحقية حيث تم اكتشافهم بتسهيل تسديد المبالغ المالية للجامعات والتستر عليها، وقد تم فصل هؤلاء المشرفين من العمل بالملحقية. وقال المكي الذي يقوم بزيارات دورية لتفقد الجامعات البريطانية ولقاء الطلاب والطلبات المبتعثين أن صور الاستغلال والتلاعب لا تقتصر على بعض الجامعات البريطانية بل تشمل حتى بعض معاهد اللغة الإنجليزية والمستوصفات الطبية حيث كشفت الملحقية قيام بعض أطباء الأسنان بإرسال فواتير مزيفة. وذكر الملحق الثقافي أنه في بعض الحالات النادرة التي تتأخر فيها الملحقية بتسديد رسوم الجامعات يكون ذلك بسبب عدم تواصل الجامعات نفسها وعدم قيامها بإرسال التقارير الدراسية الخاصة بالطلاب والطالبات، وكذلك للتأكد والتدقيق في صحتها وعدم مبالغتها في الرسوم الدراسية، حيث تقوم بعض المؤسسات التعليمية البريطانية باستغلال فرصة التواجد الكبير للمبتعثين السعوديين إما من خلال رفع الرسوم أو تزييف الفواتير، وأحيانا بتضخيم رسوم الأجهزة والمعدات التي يحتاجها الطلاب إلى أسعار خيالية، وفي حالات كثيرة وبعد مناقشة الجامعات يكتشف أن السعر الصحيح أقل بخمسين بالمئة أحيانا، وهذا سبب في تأخر التسديد في بعض الحالات. وإشارة إلى مطالب بعض المبتعثين بتوفير ضمان طبي للمبتعث قال المكي أن المبتعثين بشكل عام ليسوا بحاجة إلى ضمانات طبية إلا في حالات قليلة لا تشمل كل المبتعثين، حيث أن زيارة الطبيب والتسجيل بالمستوصفات في بريطانيا يعتبر مجانيا للمبتعث ويشمل جميع أفراد عائلته، وحتى عند قيام الطبيب بتحويل المريض إلى المستشفى فإن الأجر مجاني أيضا سواء في مقابلة الاستشاريين أو عمل العمليات اللازمة أو التنويم، إلا في حالة صرف الوصفة الطبية من أي صيدلية فإنها تكلف سبعة جنيهات بريطانية ما يقارب أربعين ريالا سعوديا. وبخصوص هذا فإنه يتم صرف بدل علاج لكل مبتعث، أما في حالة حاجة المبتعث لضمان طبي فإنه وبعد استقبال الأوراق المطلوبة يتم صرف الضمان مباشرة. وأكد المكي على جميع الطلاب والطالبات بالاتصال على رقم جواله الشخصي في حال تعطل أو تأخير أي معاملة أو أمر في الملحقية. وخلال اللقاء رد الملحق الثقافي إضافة إلى نائبه مسؤول الشؤون الأكاديمية بالملحقية الدكتور أيمن مؤمنة على جميع استفسارات الطلاب والطالبات الأكاديمية والخاصة بالمدارس السعودية وأيضا ما يتعلق بعمل الملحقية والتواصل معها، حيث أشاروا إلى أن كثير من مشاكل المبتعثين الأكاديمية ترجع إلى ضعف مستواهم في اللغة الإنجليزية وعدم حصولهم على الدرجات المطلوبة والمناسبة من خلال نظام الاختبار الدولي للغة الإنجليزية المشروط لدخول الجامعات البريطانية، حيث أن مشكلة بعض الجامعات تتساهل في هذا الشرط مما يخلق مشاكل للطلاب لاحقا في دراستهم الأكاديمية، وطالب عدد من الطلاب من الملحق الثقافي بمناقشة مسؤولي الجامعة عن سبب رسوبهم الجماعي في بعض المواد، وعند سؤاله لهم عن عددهم من بين عدد الطلاب الراسبين في المادة فإنه لا يمثلون إلا عشرة في المائة، وعند سؤاله عن درجاتهم التي حصلوا عليها في نظام الاختبار الدولي للغة الإنجليزية قبل الدخول للجامعة فإنها أقل من المطلوب والمأمول من طلاب درسوا اللغة لأكثر من عام كامل وبعضهم عامين. وشدد المكي على المبتعثين بالاستفادة من مكتبات الجامعات لأنها العصب الرئيسي للدراسة الجامعية، وقال في حالة وجود أي تقصير من قبل الجامعات بتهيئة مكتباتها ومختبراتها وتوفير الكتب والمعامل الضرورية لدراسة الطالب، فعلى الطلاب إبلاغ الملحقية مباشرة لمناقشة مسؤولي الجامعة بهذا الخصوص، سواء بالتشديد عليها ومطالبتها بتهيئة مكتبتها ومختبراتها أو إيقاف الابتعاث لها مستقبلا وتوجيه الطلاب لجامعات أخرى، وقال أن هذا سببا مهما وراء إيقاف بعض الجامعات إضافة إلى تكدس الطلاب في بعض التخصصات. وقد قام الملحق الثقافي في نهاية اللقاء الذي استمر لما يقارب أربعة ساعات بتكريم أبناء المبتعثين الفائزين بالمسابقات المحلية التي يقيمها النادي السعودي في مدينة بورتسموث. وسوف يقوم نائب الملحق الثقافي مسؤول الشؤون الأكاديمية بالملحقية الدكتور أيمن مؤمنة صباح غد الأثنين بالاجتماع بمسؤولي جامعة بورتسموث لمناقشة أوضاع 425 طالبا وطالبة يدرسون فيها، والمشاكل الأكاديمية التي يتعرضون لها.