قالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية إن اشتباكات العنف الأخيرة في سوريا والأردن تثير إنذارا جديدا بالخطر بين كبار مسئولى الإدارة الأمريكية الذين يعتبرون هاتين الدولتين تمثلان جزءا مهما من العالم العربي طالما أنهما تعدان من بين أكثر المناطق حيوية بالنسبة للمصالح الأمريكية. وأعربت الصحيفة، في تقرير نشرته في موقعها على الإنترنت، عن اعتقادها أن تعميق الاضطرابات في سوريا بصفة خاصة يمكن أن يبدد أي آفاق آمال خاصة باتفاقية سلام شرق أوسطية بحسبما ذكره عديد من المحللين، فضلا عن أنها يمكن أن تكون أيضا خصما أمريكيا مرادفا لإيران وعاملا مؤثرا بالمنطقة يشكل تهديدات لإسرائيل الحليف الأكبر للولايات المتحدة في المنطقة. ونسبت الصحيفة إلى مسئولين أمريكيين قولهم إنه في الوقت الذي تواجه فيه سوريا - التي تربطها بالولاياتالمتحدة علاقات فاترة - انتفاضة عارمة يجدون أنهم تحدوهم آمال متضاربة بين خشية من مخاوف أن تؤدي مشكلة سوريا إلى زعزعة الاستقرار بدول مجاورة مثل لبنان وإسرائيل وأمل آخر في أنه يمكن أن تضعف إحدى الدول الحليفة لإيران. ويخشى المسئولون أيضا من أن تؤدي الاضطرابات في سوريا والأردن إلى مزيد من العزلة لإسرائيل - التي تحاول بقدر الإمكان تفادي الانزلاق في هوة الفوران الاقليمي - خاصة أن الحكومة الإسرائيلية تشعر بضيق بالفعل من جرّاء الإطاحة بالرئيس مبارك خشية من احتمال عدم التزام حكومة جديدة بمعاهدة السلام مع إسرائيل لعام 1979. بدوره اعترف أحد كبار مسئولي الإدارة الأمريكية بأن اضطرابات الأردن - التي تربطها معاهدة سلام مع إسرائيل - تثير قلقا حادا لدى واشنطن على الرغم من اعتقاد الولاياتالمتحدة بأن الأردن ليست قريبة من نقطة الانفجار إلا أن الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل شخص وإصابة أكثر من مائة آخرين تشكل أكبر تحد حتى الآن بالنسبة للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الحليف الوثيق للولايات المتحدة. وأضافت الصحيفة وعلى الرغم من ذلك تعد سوريا الأزمة الأكثر إلحاحا التي من شأنها أن تمثل مشكلة شائكة في حال إذا أقدم الرئيس بشار الأسد على شن حملة قمع على غرار تلك التي شنها والده وسلفه الراحل حافظ الأسد الذي أصدر أوامر بقصف مدينة حماة شمالي البلاد في عام 1982 أسفرت عن قتل 10 آلاف شخص .. وهي المذبحة التي تساءل محللون عمّا إذا كان ما يحدث في ليبيا سيقود إلى وضع مماثل لما حدث في سوريا آنذاك? ويتكهن بعض المحللين بأن الإدارة الأمريكية ستكون حذرة في ممارسة ضغوط على الأسد ليس بسبب توفر أي ولاء من جانبها بالنسبة له وإنما خوفا من العواقب الممكن أن تترتب عليها.