أعلنت السلطات اليابانية الجمعة 18 مارس 2011، أن عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد قبل أسبوع، وتسبب في حدوث موجات "تسونامي" عاتية، ارتفع إلى 6406 قتيلاً، بالإضافة إلى 10 آلاف و259 ما زالوا في عداد المفقودين، فيما يخشى اليابانيون الأسوأ، وسط مخاوف متزايدة من "كارثة نووية" محتملة. تتزامن هذه التقديرات، التي أعلنتها وكالة الشرطة الوطنية اليابانية مع مرور أسبوع على أعنف زلزال ضرب الدولة الآسيوية الجمعة الماضي، بقوة 9 درجات على مقياس ريختر، تلاه "تسونامي" مدمر، بلغ ارتفاع أمواجه عشرة أمتار، جرفت كل ما اعترض طريقها. ومازالت الحكومة اليابانية تسابق الزمن لتفادي "كارثة نووية"، حيث بدأت قوات الدفاع الذاتي برش المياه على المفاعل النووي رقم 3، في المحطة النووية "فوكوشيما رقم 1"، المتضررة بفعل بالزلزال، في محاولة لتخفيض درجة حرارته المرتفعة، مما ينذر باحتمال انصهار قضبان الوقود النووي. وذكرت الإذاعة اليابانية أن قوات الدفاع الذاتي أنهت المهمة التي استغرقت 30 دقيقة مساء الخميس 17 مارس، مشيرةً إلى أنه تم استخدام ما مجموعه 30 طناً من المياه عبر خمس سيارات إطفاء حريق، إلا أن وزارة الدفاع قالت إنها لم تتأكد مما إذا كانت المياه قد وصلت إلى حوض التخزين، الذي يحتوي على قضبان الوقود المستنفد. وفي وقت سابق لجأت الشرطة إلى استخدام خراطيم مياه ذات ضغط عال لغمر المفاعل النووي رقم 3 بالمياه من الأرض، بعد محاولات لرش المياه جواً باستخدام الطائرات المروحية، ولكن المياه لم تصل إلى هدفها، وتم وقف العملية بسبب مستويات الإشعاعات المرتفعة. ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة في أحواض الوقود المستنفد في المفاعلين رقم 3 ورقم 4، تخشى السلطات اليابانية من تسرب كميات هائلة من الإشعاعات، وهو ما يثير حالة من القلق في كثير من الدول الواقعة على جانبي المحيط الهادئ. وفي وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، قال مسؤول في شركة طوكيو للطاقة الكهربائية إنه تم رصد مستويات عالية من الإشعاع تصل إلى 20 مليسيفيرت في الساعة، وهو أعلى مستوى يتم رصده حتى اللحظة في محطة فوكوشيما للطاقة النووية، منذ حدوث الزلزال الأسبوع الماضي. من جانب آخر، بدأت السلطات الأمريكية إجلاء قرابة 600 شخص من عائلات الدبلوماسيين العاملين في اليابان، باستخدام طائرات نقل تجارية، مع تزايد الخطر الإشعاعي في البلاد، ويشمل القرار عائلات الدبلوماسيين في السفارة بطوكيو، وكذلك القنصلية الأمريكية في ناغويا، ومعهد الخدمات الدبلوماسية الخارجية في يوكوهاما.