تعمل شركات السيارات اليابانية وفي مقدمتها تويوتا جاهدة لاعادة الانتاج إلى طبيعته في ظل نقص المكونات والعاملين، وسيضاف إلى مخاوفها الآن ارتفاع سعر الين -الذي يقلص أرباحها- بعد أكبر زلزال تشهده اليابان. وقالت تويوتا -أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم- الاربعاء 16 مارس 2011، انها ستبقي مصانع التجميع المحلية الاثنى عشر التابعة لها مغلقة لمدة أسبوع اخر على الاقل. وأغلقت هذه المصانع منذ الزلزال الذي وقع يوم الجمعة وبلغت قوته تسع درجات وأحدث أمواج مد عاتية أودت بحياة عشرة الاف شخص على الاقل وألحقت أضرارا بمحطة نووية شمالي طوكيو. وقالت نيسان موتور أكبر منافس لتويوتا في السوق المحلية انها ستعيد تشغيل مصنعين يومي الخميس والجمعة لكن الغموض مازال يكتنف الانتاج في منشاتها الاخرى. وستستغرق اعادة تشغيل المصانع الاخرى وقتا أطول. وعلقت هوندا أيضا العمل في بعض المصانع وكررت يوم الاربعاء قولها انها تعتزم تعليق كل انتاجها في اليابان حتى يوم الاحد على أقل تقدير. وقال محللون انه اذا عاد الانتاج الى طبيعته خلال أسبوعين فان الطاقة الانتاجية الفائضة الناجمة عن تراجع مبيعات السيارات العالمية بعد الازمة المالية في 2008 قد تمكن شركات السيارات من تعويض النقص في الانتاج. لكن ارتفاع العملة اليابانية صوب مستوى قياسي يعني أن هامش أرباح السيارات المصنعة في اليابان سيتقلص. وتراجع الدولار ثلاثة بالمئة أمام الين منذ وقوع الكارثة وهو الان قريب من أدنى مستوى له على الاطلاق. وسجل الدولار يوم الاربعاء حوالي 80.8 ين مقارنة بالمستوى القياسي 79.75 ين المسجل في 1995. وتصنع تويوتا 38 بالمئة من سياراتها في اليابان وهو ما يجعلها الاكثر عرضة لتداعيات الازمة وما يصاحبها من ارتفاع في قيمة الين. وتصدر تويوتا أكثر من نصف انتاجها المحلي الى أسواق أجنبية. وتنتج نيسان 24 بالمئة من سياراتها في اليابان بينما تنتج هوندا 22 بالمئة فقط. وقالت تويوتا يوم الاربعاء انها ستعيد تشغيل بعض قطاعات الانتاج يوم الخميس في سبعة مصانع صغيرة قرب المقر الرئيسي للشركة في مدينة تويوتا. وستبدأ هذه المصانع يوم الاثنين تصدير مكونات السيارات لتجميعها في الخارج. لكن الى أن تتمكن تويوتا من اعادة تشغيل مصانعها الرئيسية سيستمر ارتفاع الفاقد الذي بلغ 40 ألف سيارة خلال الايام الثلاثة الماضية. وقدر بنك جولدمان تراجع الارباح بسبب توقف الانتاج ليوم واحد بنحو ستة مليارات ين (74 مليون دولار) لدى تويوتا وملياري ين لدى كل من هوندا ونيسان. وتتركز صناعة السيارات في اليابان في مناطق الوسط والجنوب ولا يوجد سوى عدد قليل من المصانع الكبيرة في المناطق الاشد تضررا. وقد تبدأ اغلاقات المصانع تأثيرها على مصنعي السيارات وموردي المكونات في أنحاء العالم في غضون أسبوعين نظرا لتكامل هذه الصناعة. وقالت شركة هيونداي في كوريا الجنوبية المجاورة انها لا تتوقع تأثرها بمشكلات الصناعة في اليابان. وقالت متحدثة باسم الشركة "لا نتوقع تأثيرا كبيرا لزلزال اليابان لان لدينا مخزونا يكفي شهرا الى شهرين.