رعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - مساء الأحد، 13 مارس / آذار 2011، حفل تسليم جائزة الملك فيصل العالمية الثالثة والثلاثين لعام 1431ه / 2011م للفائزين، وذلك بقاعة الأمير سلطان الكبرى في مركز الفيصلية التابع لمؤسسة الملك فيصل الخيرية بالرياض. وكان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرّمة المدير العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وصاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن خالد نائب مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية، والأمين العام لجائزة الملك فيصل الخيرية الدكتور عبدالله الصالح العثيمين. بعد ذلك صافح سمو النائب الثاني الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية لهذا العام. ثم بدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز الكلمة التالية :" بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، صاحب السمو الملكي نائب خادم الحرمين الشريفين برعاية هذا الحفل الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أصحاب السمو، أصحاب المعالي والسعادة، حضرات الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية أيها الحفل الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بلدي .. بلدي مهبط الوحي وفجر رسالة السلام، بلدي أسس منذ البدء على مبادئ الإسلام، بلدي يسابق بنهضته تسارع الأيام، بلدي أفاخر بأهله ومواقفه .. نعم نعم أفاخر بأهله ومواقفه الأنام، بلدي لا شرقاً يقلد ولا غرباً بنظام، بلدي له نهج قرآني ومقام، بلدي إما على الإسلام يبقى أو العيش حرام. أيها الفائزون.. بلدي يكرم فيكم العلم ويشكر العلماء، بلدي لأهل الفكر والرأي فيه ينافس الأقوياء، والسلام عليكم". عقب ذلك ألقى الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبد الله بن صالح العثيمين كلمة رحب فيها بسمو النائب الثاني والحضور. ثم أعلن الدكتور العثيمين أن لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام هذا العام (1432ه /2011م) قررت منح الجائزة لدولة الرئيس عبد الله أحمد بدوي رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، وذلك تقديراً لعمله على تحسين العلاقات التعاونية الثنائية والمتعددة الأطراف من خلال قيادته النشيطة لرابطة أمم جنوب شرق آسيا وحركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي في فترة رئاسة ماليزيا لهذه المنظمات الدولية بين عامي 2003م و 2008م، كما عمل على تعزيز قدرة الاقتصاد الماليزي التنافسية ومتانته من خلال توسيع نطاق الزراعة الحديثة والصناعات العالية الدقة، وعمل على تطوير رأس المال البشري باعتباره دعامة أساسية لإدارته وكذلك تعزيز التعليم العام والعالي في ماليزيا. وقال :" إن دولة الرئيس عبد الله أحمد بدوي أولى اهتماماً كبيراً بتشجيع الدراسات الدينية الإسلامية وقام بتأسيس المدارس الدينية الخاصة لكي تصبح جزءاً من النظام التعليمي الأساسي، وبفضل ما عرف عنه من بر واستقامة أخلاقية لقب ب "السيد النظيف"، واهتم بتطوير الإدارة القانونية الإسلامية وتعزيز مؤسسات الزكاة والأوقاف والحج، و أنشأ مؤسسة أطلق عليها اسم (المعهد الدولي للدراسات الإسلامية العليا) سنة 2008م لتوسيع مجال الخطاب الفكري الإسلامي ليتجاوز الأحزاب السياسية. ثم سلم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام 1432 / 2011 لدولة الرئيس عبد الله أحمد بدوي رئيس وزراء ماليزيا الأسبق. عقب ذلك ألقى دولة الرئيس عبد الله أحمد بدوي، كلمة رحب فيها بالحضور معبرا عن تشرفه وفخره بنيل جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام. وقال "لقد كان المولى، سبحانه وتعالى، كريماً معي؛ إذ منحني الفرصة لخدمة وطني وديني.. وكنت مصمّماً على الإسهام - بكل السبل المتاحة لي - في تحسين أحوال الشعب الماليزي، وخدمة الإنسانية ما استطعت. وكان ھدفي دائماً ھو تعزيز أسباب الرفاھية الروحية والمادية في المجتمع الذي أعيش فيه وآمل أن أكون قد وُفِّقت في ذلك. وأشار إلى أنه ركز اھتمامه على الجوانب التي شعر أن وطنه وشعبه يحتاجان إليھا أكثر من أي شيء آخر. وأردف قائلا " إن التوجه الحضاري للإسلام - كما أَتصوَّره - ھو استجابة للتحدِّيات التي نواجھھا عبر الزمن، التي ربما أساء بعض إخوتي وغيرھم في العالم فھم ما أؤمن به، فقام بعض المُتطرّفين والإرھابيين بتحريفه واستغلاله لخدمة أھدافھم". إن الإسلام محاصر، والمسلمون يتمُّ تصويرھم على نحو سلبي مُذلّ، وقد ظَلُّوا يعانون الفقر، والاضطھاد، والعدوان، والاحتلال في بعض أنحاء العالم. ومن ھنا سعيت - من خلال الإسلام الحضاري - إلى إعادة الكرامة والعِزة للمسلمين في كل مكان". بعد ذلك أعلن الدكتور عبد الله العثيمين أن جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية فاز بها البرفيوسور خليل إبراهيم إينالجك "مشاركة" حيث مُنحت الجائزة للبروفيسور خليل إبراهيم إينالجك عن كتابه "التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للدولة العثمانية " الجزء الأول الذي يمثل جهوده العلمية في ذلك المجال لمدة تزيد على ستة عقود، مؤسساً بها مدرسة جديدة، متجاوزاً النظرة المركزية الأوروبية في دراسة التاريخ العثماني، معتمداً في معلوماته على المصادر الأولية الوثائقية بطريقة استقرائية، مستفيداً من الأسلوب الكمّي، وقد أثرت مدرسته هذه في الدراسات التاريخية العثمانية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. عقب ذلك سلم سمو النائب الثاني جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية للبروفيسور خليل إبراهيم إينالجك . ثم ألقيت كلمة الفائز البروفيسور إينالجك الفائز (بالاشتراك) بجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية لعام 1432 ھ/ 2011 م ألقاها نيابة عنه الدكتور بولنت أري أشار فيها إلى أنه قبل ستة وعشرين عاماً جاء إلى الرياض للمشاركة في مؤتمر عُقد احتفالا بذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أنه نشر في البحث الذي قَدّمه بعض الوثائق المأخوذة من الأرشيف العثماني. ولفت النظر إلى أنه لخًص نتائج دراساته في المجلّد الأول من كتاب " التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للإمبراطورية العثمانية، المنشور عام 1994 م. وقال " في ذلك المجلّد حاولت أن أُبيّن بالأدلة المُوثًقة أن البلاد العربية شھدت خلال القرن السادس عشر تطوّر اً سياسياً واقتصادياً ملموساً .. إن تعاوننا في كتابة تاريخ الشرق الأوسط سيؤدي إلى نظرة متوازنة لتاريخ ھذه المنطقة. وإنني سعيد للغاية بأن تنال جھودي في ھذا المضمار تقدير لجنة الاختيار للجائزة، وأعتبر نيلي لھا من أرفع الجوائز التي حصلت عليھا حتى الآن ". إثر ذلك أعلن الدكتور عبد الله العثيمين أن لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية في موضوع: (الدراسات التي عُنيت بالجوانب الاقتصادية الاجتماعية في العالم الإسلامي من القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي) قررت منحها "مشاركة" إلى الأستاذ الدكتور محمد عدنان بخيت الشيَّاب، حيث مُنحت له الجائزة عن كتابه "دراسات في تاريخ بلاد الشام بمجلداته الثلاثة" (فلسطين، الأردن، سوريا ولبنان) التي أحاط فيها بجوانب بالغة الأهمية من التاريخ الاقتصادي والاجتماعي لتلك البلدان، مستقياً مادته العلمية من وثائق الأرشيف العثماني وسجلات المحاكم الشرعية، علاوة على المصادر التقليدية، مستخدماً الأسلوب الإحصائي البياني، مستخلصاً لمعلومات جديدة مؤثرة، مؤسساً بذلك لمدرسة عربية في هذا المجال. بعدها سلم سمو النائب الثاني جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية للبروفيسور محمد عدنان سلامة بخيت الشيَّاب الفائز (بالاشتراك) بجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية لعام 1432 ھ/ 2011 م. ثم ألقى البروفيسور محمد عدنان سلامة بخيت الشيَّاب الفائز (بالاشتراك) بجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية لعام 1432 ھ / 2011 م، كلمة استعرض فيها قصة التربية والتعليم العالي والبحث البحث العلمي في المملكة منذ قيامھا المبارك في مطلع القرن الماضي، وانتشار المدارس على مختلف مستوياتھا للبنين والبنات في مدن المملكة وقراھا، ثم قيام جامعات خلال النصف الثاني من ذلك القرن، إضافة إلى ابتعاث الطلبة إلى أعرق الجامعات في العالم للحصول على شھادات جامعية ودرجات ماجستير ودكتوراه. وأشار إلى أحدث الجامعات التي أنشئت في المملكة وهي جامعة الملك عبد لله للعلوم والتقنية الواعدة بالخير والعطاء، والتي عُزِّرت تلك الجامعات بإنشاء الكراسي والوقفيات السخية عليھا فقامت بواجبھا نحو حفظ التراث ودراسته والانخراط في عمليات البحث العلمي الذي أضحى موضع احترام المؤسسات العلمية الرفيعة في العالم. وبين البرفسور الشيَّاب أن أمانة الجائزة تستقطب العلماء الفاحصين المختصِّين من جميع أنحاء العالم لاختيار المستحقِّين لنيلھا بموجب معايير دقيقة، لذا اكتسبت ھذه الجائزة صدقِّية عالمية، مقدماً شكره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي يرأس ھيئة الجائزة، والشكر موصول لأمانتها العامة في إدارة شؤونھا. بعدها أعلن الدكتور العثيمين أن لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للطب وموضوعها (العلاج بالخلايا الجذعية) لهذا العام (1432ه/2011م)، قررت منحها مناصفة لمدير قسم البيولوجية التعويضية في معهد مورجريدج للبحوث بجامعة وسكنسن الأستاذ الدكتور جيمس ثومسن، ويعمل مديرا لقسم البيولوجية التعويضية في معهد مورجريدج للأبحاث، وأستاذ في جامعة وسكنسن. وقد قام بأبحاث رائدة مكنته من الحصول على خلايا جذعية من أجنة المقدّمات غير البشرية في عام 1995م ومن أجنة الإنسان في عام 1998م، ونجح في عام 2007م في برمجة الخلايا الجلدية البالغة في الإنسان لتتحوّل إلى خلايا جنينية متعددة الأغراض شبيهة في وظائفها بالخلايا الجذعية. وأدى ذلك إلى فتح آفاق واسعة في مجال أبحاث الخلايا الجذعية، وشجع العديد من الباحثين على القيام ببحوث حول إمكانية استخدام الخلايا الجذعية، لعلاج بعض الأمراض. ثم سلم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز جائزة الملك فيصل العالمية للطب وموضوعها (العلاج بالخلايا الجذعية) لهذا العام (1432ه /2011 م) لمدير قسم البيولوجية التعويضية في معهد مورجريدج للبحوث بجامعة وسكنسن الأستاذ الدكتور جيمس ثومسن. بعدها ألقى الدكتور ثومسن كلمة أعرب فيها عن تشرفه بأن يكون فائزا مشاركاً بجائزة الملك فيصل العالمية، وضيفاً على المملكة العربية السعودية، معبرا عن عميق تقديره لمؤسسة الملك فيصل الخيرية والقائمين عليھا، وأعضاء لجنة الاختيار للجائزة لمنحه ھذا الشرف، إلى جانب الدكتور يماناكا. وقال " على الرغم من أن كثيراً من العلماء يحقِّقون إنجازاً وينالون تقديراً عليه بصفة فردية، إلا أن الحقيقة التي لا مراء فيھا ھي أن أفكارنا نادراً ما تكون بِرمتھا خاصة بنا، فتاريخ العلوم ما ھو إلا قصة من قصص العمل الجماعي العظيم، واليوم، كما في القرن الحادي عشر حينما كان الخازن يضع أساس الطريقة العلمية، يظل السعي إلى المعرفة رغبة إنسانية توحِّدنا جميعا . وأردف قائلا " واليوم، حينما أَحثّ طلابي على إعادة النظر في المعلومات العلمية القائمة، وأتحدَّاھم للتحقق من صحة الفرضيات التي بُنيت عليھا تلك المعلومات، فإنما أفعل ذلك لأن علماء المسلمين أيضاً كان لديھم العمق الفكري الذي يحفزھم للتحقق من دقة موروثھم العلمي"مشيرا إلى أنه من الواضح أن التوصل إلي اكتشافات علمية باھرة وابتداع وسائل تنفع الإنسانية أجمع تحتاج إلى قرون من العمل وإلى شحذ أذھان عدد لا يمكن حصره من العلماء. وقال الدكتور العثيمين " قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للطب وموضوعها (العلاج بالخلايا الجذعية) لهذا العام (1432ه/2011م)، مناصفة للباحث الرئيس في معهد جلادستون لأمراض القلب والأوعية الدموية في سان فرانسيسكو ومدير مركز بحوث الخلايا متعددة الأغراض وتطبيقاتها في جامعة كيوتو الأستاذ الدكتور شينيا يماناكا، مشيرا إلى أنه يشغل وظيفة باحث رئيس في معهد جلادستون لأمراض القلب والأوعية الدموية في سان فرانسيسكو بكاليفورنيا، ومدير مركز أبحاث الخلايا متعددة الأغراض وتطبيقاتها في جامعة كيوتو، وأستاذ بيولوجية الخلايا الجذعية بالجامعة نفسها. وقام ببرمجة أرومات الخلايا الليفية من الفئران عام 2006م ثم من جلد الإنسان عام 2007م وذلك بتعديلها وراثيا لتصبح خلايا متعددة الامكانيات، تشبه الخلايا الجذعية، للاستفادة منها في البحوث المتعلقة بالاستخدام الطبي للخلايا الجذعية، وذلك بالتزامن مع البروفيسور ثومسن. بعدها قام سمو النائب الثاني بتسليم جائزة الملك فيصل العالمية للطب وموضوعها (العلاج بالخلايا الجذعية) لهذا العام (1432ه/2011م للأستاذ الدكتور شينيا يماناكا. وألقى الدكتور يماناكا كلمة بهذه المناسبة أعرب فيها عن سعادته بنيل الجائزة مشيدا بمؤسسة الملك فيصل ولجنة الاختيار للجائزة. وقال "منذ عدّة سنوات مضت، كتبت مقالة في صحيفة يابانية طرحت فيھا بعض الأفكار ومنھا: "أن العلوم ھي عملية نزع لطبقات من الأقنعة التي تُغطي الحقيقة، وكلما نزع العالِم قناعاً، تكشَّف له قناع آخر، لكن العالِم يستطيع أحياناً، إذا توافر له قدر مناسب من الحظ، اكتشاف الحقيقة عندما يرفع غطاء معين عنھا. وعندئذ ينشر ذلك الباحث المحظوظ نتائج دراسته في مجلة علمية كبرى فيكتسب شھرة واسعة ، لكن يجب ألا ننسى أن إزالة كل قناع من الأقنعة قبل الكشف عن الحقيقة لا يقل أھمية , ولذلك ليس من العدل أن يذھب الثناء كله لذلك العالم المحظوظ" . وأضاف البروفيسور شينيا " إن تقنية تحفيز الخلايا الجذعية متعدّدة الأغراض مازالت في بدايتھا، بيد أن إمكانية تطبيقھا واستخدامھا في الطب ھائلة، ولكن أمامنا تحدِّيات عديدة يجب التغلب عليھا قبل أن نتمكن من تطبيق تلك التقنية في الطب التعويضي واكتشاف عقاقير جديدة , وسوف أواصل جھدي بالتعاون مع زملائي ومع العلماء الآخرين حتى تصبح ھذه التقنية مفيدة حقاً للمرضى. وأعلن الأمين العام للجائزة الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم في موضوع (الكيمياء) هذا العام (1432ه /2011م) مناصفة للأستاذ الدكتورجورج وايتسايدز من جامعة هارفارد بالولايات المتحدة حيث حقق البروفيسور وايتسايدز تطورا عظيما في مجال التجميع الذاتي للجزيئات مستخدما خواص سطوح الجزيئات الكبيرة. وقد استخدم هذه النتائج مع ما توصل إليه في مجال الطباعة الحجرية لتطوير الطرق العملية لعمل أشكال معقدة على السطوح والتي لها خواص مهمة في مجالات مختلفة مثل الجزيئات الإلكترونية وعلم المواد وعلم الحياة، كما قام بربط علم النانو مع الأنظمة الحيوية للاستفادة من ذلك في صناعة الأدوية وتطوير طرق قليلة التكلفة في التشخيص الطبي. بعدها قام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بتسليم جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم في موضوع (الكيمياء) هذا العام (1432ه/2011م) مناصفة للأستاذ الدكتورجورج وايتسايدز. ثم ألقى البروفيسور وايتسايدز كلمة شكر فيها مؤسسة الملك فيصل العالمية على منحه الجائزة وتشرفه بنيلها. وقال "إننا كمجموعة بحثية نذرت نفسھا للتعلُّم والبحث عن حلول للمشكلات العلمية - نتخطى الفواصل بين الاختراع والعلوم، والھندسة وبين العلوم الأساسية والعلوم التطبيقية, والعمل عبر عديد من الأنشطة المختلفة يتطلب وجود عديد من ذوي المھارات والميول المختلفة الذين يتكاملون فيما بينھم لِيشكِّلوا فريقاً علميّاً فَعالا". وأضاف "إن أھم ھدف للعلوم والتقنية ھو حل المشكلات بطريقة تؤدِّي إلى تحسين أحوال الإنسان, فاكتساب المعرفة أمر جيّد، ولكن الأفضل منه تطبيق المعرفة بنجاح من أجل حل المشكلات، وھو الأمر الأصعب" وتابع يقول "أود أن نذكّر أنفسنا بأن ما توصلنا إليه من نتائج لقيت الاھتمام - بما في ذلك بعض النتائج التي أصبحت أو ستصبح لھا أھمية تطبيقية - إنما ھي انعكاس لنتيجة أخرى من نتائج المجموعات البحثية وھي أن شباب العلماء والمھندسين والأطباء والمحامين ھم الذين تصوّروا الحلول وقاموا بالعمل ولذا أحييھم جميعاً". كما أعلن الدكتور العثيمين اسم الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم في موضوع (الكيمياء) هذا العام (1432ه/2011م) مناصفة وهو الأستاذ الدكتور ريتشارد زير من جامعة ستانفورد وذلك لتميزه بإسهاماته الأساسية في دراسة ديناميكية الجزيئات والتفاعلات الكيميائية وقيامه بتطوير طريقة بالغة الحساسية باستخدام تقنية للصف المُحَفَّزَة بواسطة أشعة الليزر في مجالات عديدة يمتد استخدامها من الكيمياء التحليلية وعلم الأحياء الجزيئية إلى الفيزياء الكونية. بعدها سلم سمو النائب الثاني الفائز جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم في موضوع (الكيمياء) هذا العام (1432ه/2011م) مناصفة للأستاذ الدكتور ريتشارد زير من جامعة ستانفورد. ثم ألقى الدكتور ريتشارد زير كلمة عبّر فيها عن سروره بمشاركة البروفيسور جورج وايتسايدز جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم. وقال "إن لهذا التقدير معنى خاص بالنسبة لي، فھو تقدير للمساھمة في فھم الطبيعة بطريقة مكّنت الكثيرين من تعميق معارفھم واستكشافاتھم، فمن خلال التحولات الأساسية لتكوين الروابط وتفكيكھا في الجزيئات إلى الكشف عن المواد الكيميائية وقياسھا في بيئات دقيقة، ظللت أسعى لاكتشاف أسرار الطبيعة الساحرة وفھمھا، وقد استغرقت جھودي عقوداً من حياتي اليومية. ومضى قائلاً "إن الإبداع، علمياً كان أو فنياً، ھو عمل فردي وجماعي في آن معاً، فمن الناحية الفردية، يجد الفنان متعة شخصية فيما أبدع، ولكن كما أن عمل الفنان قد يكتسب معنىً جديدا في حِسِّ المشاھد - لم يكن الفنان نفسه ليدركه - فإن الإضاءة العلمية لأحد المفاھيم الأساسية في الطبيعة قد تمتد إلى رؤى أخرى غير متوقعة لدى علماء آخرين، مما يفتح طاقة نحو آفاق جديدة". وأضاف علينا أن ندرك أن العلماء لا يعملون بمعزل عن بعضھم البعض، بل إن جھودنا لم تكن لتتحقق لولا جھود الكثيرين غيرنا، سواء أساتذتنا أو أفراد عائلاتنا وأصدقائنا الذين دعمونا، أو طلابنا وزملائنا والباحثين المشاركين لنا، بل حتى العلماء الآخرون الذين ربما لم نلقھم في حياتنا لكنھم أسھموا بأعمالھم تجاه ما نسعى إليه، ولا بد كذلك من الاعتراف بفضل المؤسسات الحكومية والإنسانية التي تدعم البحث العلمي حتى حينما يبدو مردود للمجتمع بعيدا. وتحدث البروفيسور ريتشارد عن الطبيعة العالمية للعمل العلمي، لأن الكثيرين يظنون أن النشاط العلمي ھو مجال للتنافس الشديد وساحة لما يسمَّى " لعبة الصفر "، حيث يوجد في مقابل كل فائز عدد من الخاسرين، وھذه نظرة خاطئة بل مدمِّرة. وعبر عن امتنانه الشديد لمؤسسة الملك فيصل الخيرية التي نذرت نفسھا لخدمة الحضارة الإسلامية والتشجيع المستمر للبحث والأنشطة الثقافية والعلمية في شتى المجالات، منوهاً بجهود المؤسسة في دعم العلوم والتي تؤكد عمق بصيرتھا واھتمامھا وإدراكھا بأن من واجب الإنسانية أن تعمل يداً واحدة من أجل الحاضر والمستقبل دون تجاھل للماضي، وھو التزام يدل على الأھمية التي توليھا المؤسسة لمن يثمّنون المعرفة المتعلقة بالعمليات الأساسية في الطبيعة. ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية كلمة بهذه المناسبة جاء فيها .. "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أصحاب السمو، أصحاب الفضيلة والمعالي، السادة الفائزون بالجائزة، أصحاب السعادة، أيها الإخوة الحضور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إنه لمن دواعي سعادتي وسروري أن أكون معكم في هذه المناسبة الكريمة, التي تقام برعاية سامية من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - أعزه الله ورعاه - والتي يتم من خلالها تسليم جائزة الملك فيصل العالمية للفائزين بها لهذا العام, وهي الجائزة التي تعد بكل تجرد وإنصاف من الجوائز المرموقة عالمياً لما تتسم به من مصداقية وموضوعية ونزاهة, كما لا يقتصر مردودها التقديري والتشجيعي على العرب والمسلمين, حيث إن ذلك متاح لكل من أسهم من العلماء والباحثين إسهاماً متميزاً في خدمة البشرية وإثراء الفكر الإنساني بكل علم مفيد. أيها الإخوة: إن رعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي العهد الأمين - حفظهم الله - لهذه الجائزة وغيرها من الجوائز التقديرية تجسيد لنهج هذه القيادة الرشيدة في تكريم العلم والعلماء, ودعم للأعمال ذات المردود الإيجابي في حياة الفرد والأمة, وتأكيد لأهمية المناشط الخيرية في تشجيع العلماء والباحثين في كافة المجالات التي تعود بالخير والفائدة على الإنسانية بأكمله. ولا شك أيها الإخوة أن المملكة العربية السعودية وهي تكرم جهود العلماء والباحثين على مختلف جنسياتهم, فإنما هي تؤدي واجباً دينياً ينسجم مع ثوابتها الإسلامية, باعتبارها الموطن الأول لرسالة الإسلام, وهي الرسالة التي اهتمت بالعلم وأعلت من شأن العلماء حيث جعلتهم ورثة الأنبياء, وجعلت فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب, قال تعالى (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ), وانطلاقاً من هذه المبادئ الإسلامية السامية, وتطلعاً إلى بناء حضارة إنسانية مشتركة تستثمر معطيات العلم وإبداع الإنسان في إسعاد البشرية ورقيها سار مؤسس هذه البلاد المباركة جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه على هذا النهج القويم وأبناؤه من بعده، ومنهم جلالة الملك فيصل، الذي تتشرف هذه الجائزة بحمل اسمه وتأكيد نهجه - يرحمه الله - في فعل الخير والدعوة إليه. وختاماً أيها الإخوة: أهنئ الفائزين بنيل هذه الجائزة وهذا التكريم الذي هم أهل له, والذي استحقوه بجهودهم المخلصة وأعمالهم النافعة, ونأمل أن يسهم هذا التقدير في دعم وتطوير ما قاموا به من أبحاث ودراسات بالغة النفع والأهمية لعموم المجتمع الإنساني, كما نشكر لسمو الأمير خالد الفيصل والقائمين على هذه الجائزة جهودهم المخلصة تجاه تحقيق الأهداف النبيلة التي أُنشئت من أجلها مؤسسة الملك فيصل الخيرية, ومِن الله وحده نستمد العون والتوفيق والسداد في القول والعمل. بعد ذلك شرف صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والحضور، مأدبة العشاء المعدة بهذه المناسبة. ثم غادر سمو النائب الثاني مقر الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم. حضر الحفل والمأدبة صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، وأصحاب السمو الملكي الأمراء، و المعالي الوزراء، وضيوف الجائزة وكبار المسؤولين.