احتشد مئات الالآف من المتظاهرين المصريين بميدان التحرير (وسط القاهرة) ظهر الجمعة 11 فبراير 2011 مرددين هتافات تطالب الرئيس المصري حسني مبارك بالرحيل , وذلك بعد ساعات من خطابه الذى أدلى به ليل الخميس وفوض فيه نائبه عمر سليمان فى صلاحياته , كما عبروا عن تأييدهم الكامل للجيش المصرى , وذلك عقب سماع بيان القوات المسلحة رقم "2" الذى بثه التليفزيون المصري قبل ظهر أمس . . وهتف المتظاهرون فور سماع البيان :"الشعب والجيش يد واحدة" ، وأعربوا عن ثقتهم الكاملة فى رجال القوات المسلحة البواسل فى الحفاظ على أمن واستقرار البلاد. وردد المتظاهرون العديد من الهتافات الوطنية رافعين أعلام مصر وفرحين ببيان الجيش ، كما شدت الإذاعات الموجودة بمختلف أنحاء الميدان بالأغانى الوطنية القديمة والحديثة. كما احتشد آلاف المحتجين أمام مبنى التلفزيون الرسمي القريب من ميدان التحرير التي مرددين هتافات تطالب برحيل الرئيس حسني مبارك وضد وزير الاعلام أنس الفقي . وردد المحتجون "يا وزير صح النوم.. النهارده آخر يوم" بالاضافة لهتافات تدعو لاسقاط النظام. ويحاصر المحتجون مبني التليفزيون ويمنعون العاملين به من الوصول إلى المبنى الذي أحاطه الجيش بالدبابات والاسلاك الشائكة.وهددت أعداد من المتظاهرين باقتحام المبنى. واحتشد ألاف المتظاهرين أمام القصر الرئاسي فى حى مصر الجديدة (شرق القاهرة) مطالبين برحيل مبارك أيضا , وسط أنباء عن اشتباكات بين أعداد منهم ومجموعات من البلطجية. كما انطلقت تظاهرات عديدة فى العديد من مدن ومحافظات مصر عقب صلاة الجمعة , حيث ندد المتظاهرون فيها بخطاب الرئيس حسني مبارك وطالبوه بالرحيل فورا. فى سياق ذى صلة , أعلنت جماعة الإخوان المسلمون رفضها لبيان الرئيس المصري الذى فوض فيه نائبه عمر سليمان فى صلاحياته طبقا للدستور، ووصفت هذا البيان ب"الصاعق" وبأنه يأتى فى إطار منظومة الأحاديث التى يريد بها الرئيس أن يلتف على مطالب الجماهير وعلى رأسها تنحيه الكامل عن الحكم. وقالت الجماعة إن الجماهير سوف تظل فى ثورتها حتى تتحقق مطالبها، مطالبة "برحيل الظالم مختارا قبل أن يرحل مكرها". ورفضت الجماعة أيضا بيان نائب الرئيس الذى رأت أنه "لم يضف جديدا قط، وإنما أفقده كثيرا من تقدير الناس له لأنه قدم نفسه باعتباره امتدادا للنظام ورئيسه، محاولا بإجراءات ثانوية القفز على مطالب الشعب الأساسية الجوهرية، داعيا الجماهير للعودة إلى ديارهم دون تحقق شئ ملموس ذى قيمة من شأنه أن يفتح نافذة أمل لحياة حرة كريمة عادلة، فلا تزال السياسات هى السياسات والوجوه هى الوجوه الفاسدون يرتعون كما كانوا يرتعون". وذكر بيان للجماعة "إن أسلوب الاستعلاء على الشعب والتصلب والعناد من شأنه أن يزيد الثورة اشتعالا وها نحن أولاء نرى أنها تتسع وتزداد جغرافيا وفئويا وعدديا، والذى نخشاه أن تزيد خسائر البلد وتتضاعف، فكم هى المؤسسات التى توقفت عن العمل والأيدى التى انصرفت عن الشغل من أجل نيل الحرية والكرامة، وكم هى الأموال التى هربت والاستثمارات التى رحلت، فهل تساوى تلك الخسائر كلها رغبة فرد ظالم فى التشبث بسلطة بضعة أشهر؟" وأفاد البيان "إن الديمقراطية التى يتشدقون بها تفرض النزول على إرادة الشعب، ومصلحة الوطن تفرض على من يزعم الوطنية وحب الوطن أن يؤثرها على مصلحته ومصلحة أسرته، فليرحل الظالم مختارا قبل أن يرحل مكرها.