أصدر تنظيم "الإخوان المسلمون" أول رد رسمي لهم على ما جاء في خطابي الرئيس حسني مبارك ونائبه عمر سليمان ليل الخميس، فوصف خطاب الرئيس بأنه "ضمن منظومة الأحاديث الخادعة،" واعتبروا بالمقابل أن سليمان يحاول القيام ب"إجراءات ثانوية للقفز على مطالب الشعب الأساسية الجوهرية." وجاء في البيان أنه "بعد أن ظنَّ الناس أن الزئير قد سُمع، وأن الرسالة قد وصلت؛ خرج علينا مبارك ببيان صاعق، يؤكد لهم فيه أنه لا يزال يمسك بزمام الحكم وينقض آخره أوله، فقد ظل يتحدث أنه سيفعل ويفعل، ثم يعود ليقرر أنه فوض نائبه في كل صلاحياته." ورفض البيان ما اعتبره "التفافاً على مطالب الجماهير" برحيل مبارك، وقال أنه إن كان مبارك "يحترم إرادة الشعب ويحرص على مصالح الوطن وأمنه واستقراره وإلا فإن الجماهير سوف تظل في ثورتها حتى تتحقق مطالبها." وانتقل البيان بعد ذلك لانتقاد خطاب سليمان الذي اعتبر أنه "لم يُضِفْ جديدًا قط، وإنما أفقده كثيرًا من تقدير الناس له؛ لأنه قدم نفسه باعتباره امتدادًا للنظام ورئيسه، داعيًا الجماهير للعودة إلى ديارهم دون تحقق شيء ملموس ذي قيمة من شأنه أن يفتح نافذة أمل لحياة حرة كريمة عادلة." وأضاف البيان: "إن أسلوب الاستعلاء على الشعب والتصلب والعناد من شأنه أن يزيد الثورة ثورانًا، وها نحن أولاء نرى أنها تتسع وتزداد جغرافيًّا وفئويًّا وعدديًّا، والذي نخشاه أن تزيد خسائر البلد وتتضاعف.. فهل تساوي تلك الخسائر كلها رغبة فرد ظالم في التشبث بسلطة بضعة أشهر؟" وختم تنظيم الإخوان بيانه بالقول: "إن الديمقراطية التي يتشدقون بها تفرض النزول على إرادة الشعب، ومصلحة الوطن تفرض على من يزعم الوطنية وحب الوطن أن يؤثرها على مصلحته ومصلحة أسرته، فليرحل الظالم مختارًا قبل أن يرحل مكرها.. إن البيانين اللذين أصدرهما مبارك ونائبه مرفوضان تمامًا من الشعب، ونحن جزء من هذا الشعب المصري العظيم." ويحتشد مئات آلاف المصريين في شوارع العاصمة القاهرة والمدن الكبرى الجمعة، في موجة جديدة من المظاهرات التي تجتاح البلاد، وذلك بعد ساعات من صدور البيان رقم اثنين عن الجيش الذي قال إنه سيضمن التحولات الدستورية والانتقال السلمي للسلطة. بينما ظهر الناشط وائل غنيم ليعرض بياناً يطلب فيه ضمان مجموعة من الحريات العامة، بينما قال رئيس البرلمان، فتحي سرور، إن بقاء الرئيس حسني مبارك هو شرط قانوني للتغيير. وقال سرور، في اتصال مع فضائية العربية: "لو تنحى الرئيس سينتخب الرئيس الجديد وفق الدستور القديم الذي يحدد شروط الترشيح، والتي الشعب اليوم يرفضها، كما لن يكون هناك إشراف قضائي." وأضاف: "بالتالي فإن بقاء الرئيس حتى انتهاء ولايته وتحقيق التعديل بات شرطاً لتحقيق آمال الشعب، أما الانتخابات اليوم فستكون ضد طموحات الشباب، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بات اليوم يضمن ذلك، وهو يقول للناس إن الجيش يطمئن أنه هو الضامن لما يجري." أما غنيم، الذي كان كذلك يتحدث على قناة العربية، فقد تلا بياناً قال في بدايته إنه يعكس رغبة الشباب المصري في ميدان التحرير، قبل أن يعود ليقول إنه يتحدث بصفته الشخصية. وقال غنيم في البيان إن على السلطات إطلاق سراح المعتقلين وتحرير وسائل الإعلام وإيقاف رموز الفساد وتشكيل حكومة انتقالية تقود البلاد للانتخابات. ولدى سؤاله عن موقفه من خطاب الرئيس مبارك ومن ثم نائبه عمر سليمان قال غنيم: "الشعب المصري لم يعد يثق بأي أحد، نريد وضع جدول لانتقال السلطة ومنح المصريين في الخارج حق التصويت. وعلى الأرض، أكدت التقارير وجود عشرات الآلاف من المتظاهرين في مختلف شوارع البلاد، وقد وصلت بعض الحشود إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون فطوقته ومنعت دخول الموظفين إليه.