لا تفارق "النكتة" ألسنة الشعب المصري، حتى أطلق عليهم "شعب النكتة" وبخاصة السياسية التي تحمل نقدا لاذعا وتحديدا لنظام الحكم، ومهما تعرض المصريون لكوراث أو أزمات؛ فإنهم دوما يسخرون من واقعهم وربما من أنفسهم في بعض الأحيان من طريق "النكتة" أيضا. وعلى رغم ما يعانيه المصريون في الوقت الراهن من توقف أو شلل شبه تام في حياتهم بعد أن عصفت بهم مظاهرات واحتجاجات في مدن مصر كافة، مطالبة بالتغيير في النظام وعلى رأسه الرئيس المصري محمد حسني مبارك والحكومة والبرلمان، وذلك منذ 25 يناير 2011، وحتى وقت نشر هذا التقرير، بيد أنهم لا ينفكون عن المزح الذي يصل الى حد السخرية من واقعهم وما آلت إليه أوضاعهم خلال الأيام العشرة الماضية. وإذا كان المعتصمون في مدن مصر وبخاصة القاهرة والإسكندرية والسويس قد عانوا من الضرب والاعتداء على يد من صورهم الإعلام المرئي والمسموع والمقروء ب (البلطجية)، هذا بخلاف استمرار اعتصامهم في ميدان التحرير بالقاهرة وبجوار جامع القائد إبراهيم بالإسكندرية، والأربعين بالسويس، وغيرها من المدن المصرية، إلا أن اللافتا التي يحملها المصريون أطفالا وشيوخا ونساء وشبانا ورجالا لا تخلو من "النكتة" التي يصبح المواطن المصري ويمسي على قولها أو سماعها. ومن أبرز تلك اللافتات لافتة حملها مسن مصري كتب عليها موجها حديثه للرئيس مبارك "ارحل بقى ايدي وجعتني"، في إشارة إلى أنه يحمل اللافتة منذ وقت كبير، وأخرى حملها رضيع يبلغ عاما ويحمله أبوه كتب عليه "حرام كفاية عليك بابا وجدو". أما على مشهد مقاطع الفيديو التي حولها المصريون إلى "نكتة مرئية"، يبرز مقطع لشاب مصري من قلب الحدث في ميدان التحرير وكأنه يقلد الأديب المصري (جمال الغيطاني) في برنامجه الشهير على قناة دريم المصرية، والذي يتناول فيه عرض لمواقع تاريخية في مثل القاهرة الفاطمية، ويقوم الشاب بوصف ميدان التحرير والمعتصمين والشوارع والمدرعات وقوات الجيش، ليمر عليه عجوز مصري ويسأله في صورة ساخرة متعمدة - كما أكد ل (عناوين) بعض المصريين – عن سبب الزحام وأنه منذ 4 أيام دون انصراف؛ ليكون رد الشاب عليه في منتهى السخرية بأن هناك رجلا وزوجته في خلاف وكل هؤلاء الناس لإصلاح ما فسد بينهما، ويتوالى المشهد الساخر على الطريقة المصرية!