لم يجد سكان حيّ (أم الخير) شرقي جدة وسيلة للتعبير عن رفضهم توصية تقضي بإزالة منازلهم على خلفية السيول التي اجتاحت جدة الأربعاء قبل الماضي سوى الكتابة بالخط العريض على جدران وأبواب المنازل برفض الإزالة، في تعبير جماعي يعد هو الأول من نوعه. وكانت توصية قدر صدرت عن ورشة عقدتها أمانة مدينة جدة لتطوير الأحياء المتضررة من كارثة السيول تم رفعها للمقام السامي تنص على ضرورة إزالة مشروع أم الخير الذي يتكون من 200 فيلا سكنية، كونها في منطقة أودية وعرضة لتكرار المأساة التي تتابعت عليهم مرتين خلال عامين. وتعد مباني مشروع أم الخير مبان حديثة أنشئت عام 2004 بإشراف من المهندس زهير فايز الاستشاري المعروف ورئيس الشركة المطورة الذي تلقى نصيبه من النقد في العبارات التي غزت واجهات مباني مشروع (أم الخير). وتشير الصور التي نقلتها مجموعة أبو أنس على الإنترنت إلى اعتراض السكان على فكرة الإزالة، حيث كتب أحد الملاك ما نصّه: " أنا ضحية زهير فايز والأمانة"، في حين وضع في جهة أخرى عبارة: "لا للإزالة .. يوجد مواطن"، وعلّق آخرون لافتة خضراء كتب عليها: "لا للإزالة .. نعم للحماية". وكتب آخر على باب منزله: "لا للإزالة 1000000 مرة .. لن نقبل أن نكون ضحايا"، كما اتفق آخرون على كتابة مبلغ التعويض بخمسة ملايين ريال في حال طلب إخلاء منازلهم وإزالتها، وكتب أحدهم بجوار نافذته: "فزعتك يا خادم الحرمين .. حاسبوا المقصرين"، وكتب آخر: "أنا معتصم في منزلي حتى الموت .. أزيلوا المسؤولين الفاسدين". وعلى باب أحد المنازل كتب صاحبه: "لا تنازل عن مسكني ..لا إزالة ..أنا مواطن .. منزلي من حقي". من جهته قال المهندس زهير فايز الذي يتهمه السكان بالتواطؤ مع الأمانة وإنشاء المشروع بعد تجاهل خطورة المنطقة إنه مستعد لتعويض جميع السكان ورد مبالغهم التي دفعوها لهم في حال ثبت أنه اخطأ في المشروع تعمداً، أو صدر حكم قضائي بذلك. وقال فايز لصفحة (من أجل إنسان جدة) على الفيسبوك أن جميع تصاريح المشروع نظامية 100% وأن الشركة حصلت على تصريح بناء نظامي لكل فيلا مستقلة من أمانة جدة، مؤكداً أن الدراسات التي قدمها لأمانة جدة وحصل بموجبها على تصريح بناء نظامي للمشروع إشتملت على مقترحات لحماية المشروع ومخطط أم الخير من الجهة الشرقية بسد إحترازي وفتح قنوات تصريف إلى السد الإحترازي الحالي للحماية إلا أن تلك المقترحات لم تنفذ من قبل أمانة جدة حتى وقوع كارثة سيول جدة