قفزت أسعار النفط الخام وهبطت أسواق الأسهم العالمية وصعد الدولار يوم الجمعة، 28 يناير / كانون الثاني 2011، بعد أن استحوذت صور معارك الشوارع في مصر على المستثمرين وأثارت مخاوف من تصاعد الاحتجاجات وانتشارها في أرجاء الشرق الأوسط. وفرض الرئيس المصري حسني مبارك حظرا على التجول في القاهرة ومدن مصرية أخرى. وأقبل المستثمرون على بيع الأسهم بكثافة في رد فعل على التغطية الإعلامية لمعارك الشوارع بين المحتجين وقوات الأمن المصرية. وقالت ليندا راسشكي من شركة فيوتشر باث تريدنج للسمسرة ومقرها شيكاغو "الأزمة في مصر وأيضا المغزى في قيام حكومة بإغلاق الإنترنت للبلد بأكمله يحدثان حالة توتر كبيرة بين المتعاملين في الأسواق الذين أقاموا مراكز دائنة في الأسهم قبل عطلة نهاية الأسبوع". وأضافت قائلة "هناك تدفق لرؤوس الأموال إلى الدولارات وأيضا هروب من الأسهم. السوق الرئيس الذي استفاد من هذا وصعد هو النفط الخام الذي ركز على آثار الاضطرابات على الاستقرار في المنطقة". واستفادت الملاذات الاستثمارية التقليدية الآمنة - سندات الخزانة الأمريكية والذهب والفرنك السويسري - من التحول المفاجئ في أجواء السوق. وقفزت أسعار الذهب 2 بالمئة. وقال فرانك مكجي كبير متداولي المعادن النفيسة في شركة إنتجريتد بروكرج سيرفيسز للوساطة المالية في شيكاغو "الذهب يستفيد بشكل أكبر من السندات في هذه المرحلة .. الناس تعتبر الذهب ملاذاً آمنا في مثل هذه الأوقات". وفي بورصة وول ستريت بنيويورك تراجعت الأسهم الأمريكية عن أعلى مستوياتها في 29 شهرا وقفز مؤشر التقلبات - وهو مقياس واسع لقلق السوق - أكثر من 19 بالمئة. وأنهت أسعار عقود الخام الأمريكي للتسليم في مارس / آذار جلسة التعاملات ببورصة نيويورك التجارية (نايمكس) مرتفعة 3.70 دولار أو 4.32 بالمئة عند 89.34 دولار للبرميل. وقفز سعر الذهب للمعاملات الفورية 25.19 دولار إلى 1336.30 دولار للأوقية (الأونصة). وهبطت عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية التي مدتها 10 سنوات 0.06 نقطة مئوية الى 3.33 بالمئة. وألقت الاضطرابات بظلالها على بيانات اقتصادية في الولاياتالمتحدة أظهرت علامات جديدة على استمرار الانتعاش الاقتصادي. وفي أوروبا أغلق مؤشر يوروفرست -300 القياسي للأسهم الأوروبية منخفضا 0.95 بالمئة عاكسا القلق بشأن قناة السوق، وهي ممر حيوي لواردات أوروبا من النفط والسلع الآسيوية. وفي أسواق العملات صعد مؤشر الدولار - الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية - 0.59 بالمئة إلى 78.182 . وتراجع اليورو 0.88 بالمئة إلى 1.3605 دولار. وقال جوزيف تريفيساني كبير محللي السوق في (إف إكس سوليوشنز) في نيوزجيرزي " إذا سقطت حكومة مبارك فإن الأيام القليلة القادمة قد تشهد مشتريات قوية للدولار الأمريكي والفرنك السويسري". وفي مقابل العملة اليابانية تراجع الدولار 0.87 بالمئة الى 82.10 ين.