شهدت بورصة النفط العالمية أمس حالة من الارتباك بعد وقوع سبعة انفجارات في شبكة المواصلات في لندن أفضت إلى خلق موجة من الذعر بين المضاربين حيث تهاوت الأسهم وقفز الطلب على السندات الحكومية وعملات الملاذ الآمن وتذبذبت أسعار النفط التي سجلت في بداية التعاملات مستويات قياسية تخطت مستوى 61 دولاراً وكانت مرشحة للصعود لولا هذه الأحداث وإعلان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن ارتفاع في مستوى الإنتاج للمواد البترولية المكررة الأمر الذي أدى إلى هبوط خام ناميكس بمقدار 1,99 دولار إلى 59,2 دولاراً للبرميل. وقالت مصادر في صناعة النفط ان هذا الانخفاض في الأسعار قد تتبعه قفزة كبيرة خاصة أن التجار يرون بأن هبوط الأسعار بهذه الطريقة أسلوب مشجع على الشراء بكميات كبيرة تحسبا إلى تنامي متوقع مع حلول موسم الاستعدادات لبناء المخزونات لمواجهة الطلب على النفط خلال الشتاء القادم كما ان المراقبين يرجحون بأن موجة الهبوط لن تدوم طويلا في ظل ازدياد الطلب من الصين المتعطشة إلى الطاقة مع ارتفاع درجات الحرارة في بعض المناطق الصينية وزيادة النمو الاقتصادي. وكانت وكالة إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قد كشفت مساء أمس عن زيادة في إنتاج المصافي الأمريكية بمعدل 194 ألف برميل يوميا ليصل الإنتاج إلى 16,5 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع المنتهي في 1 يوليو الحالي ، مشيرة إلى أن هذه المصافي كانت تعمل بنسبة 98٪ من طاقتها الإنتاجية لمواجهة الطلب المتصاعد على المواد البترولية المكررة ، بيد أنها أوضحت بأن معدل استيراد النفط الخام انخفض بمقدار 752 ألف برميل يوميا إلى 10,2 ملايين برميل يوميا عن نفس الفترة من الأسبوع الذي سبقه. أنباء ارتفاع إنتاج المصافي الأمريكية غطى على التأثير المتوقع من الأعاصير التي ضربت أمس وأمس الأول سواحل خليج المكسيك وأدت إلى إغلاق بعض المنشآت النفطية الأمريكية وكذلك إحداث دمار لبعض الحفارات النفطية في هذه المنطقة التي ما فتئت الأعاصير الاستوائية تهاجمها من وقت إلى آخر على مدار فصول السنة مسببة دمارا للمنشآت والحياة البرية والبحرية. أسعار النفط أول السلع العالمية التي تجاوب لهذه الأحداث العالمية حيث تراجع الخام الخفيف في سوق لندن بمقدار 1,02 دولار بعد أحداث تفجيرات لندن مباشرة ليصل إلى 58,85 دولارا للبرميل ، كما تراجع خام برنت القياسي بمقدار 1,5 دولار ليبلغ 57,37 دولارا للبرميل. وهبط سعر خام وست تكساس إلى 60,70 دولارا للبرميل بعد أن كان مرشحا للصعود إلى 63 دولارا في ظل عوامل ارتفاع الطلب وقسوة الطقس في خليج المكسيك ، وتبعه في الهبوط وقود التدفئة الذي نزل بمقدار 3 سنتات إلى 1,75 دولار للجالون مما أدى إلى هبوط أسهم شركات النفط الأمريكية بنسبة 1,6٪ إلى 909 نقاط. إلى ذلك تدهورت اسعار الاسهم في الاسواق المالية بشكل كبير أمس في اعقاب الاعتداءات التي وقعت في لندن لكن سعر الذهب وسعر صرف الفرنك السويسري استعادا على العكس ارتفاعهما لأنهما يشكلان القيمة-الملجأ للمستثمرين والمستهلكين. فبعد افتتاح تداولها أمس بشكل بطيء، تراجعت الاسهم الاوروبية اثر الاعلان عن اول انفجار في مترو الانفاق في لندن وهو التراجع الذي تواصلت وتيرته مع توالي تقارير الشرطة البريطانية حول حصول انفجارات اخرى دفعة واحدة في مترو الانفاق في العاصمة البريطانية وفي حافلة. وفي معرض التحدث من غلين ايغلز حيث تعقد قمة مجموعة الثماني، اعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير «ان سلسلة هجمات ارهابية» اوقعت ضحايا. وبعيد الساعة 11,00 ت غ، سجلت بورصة لندن تدهورا بنسبة 3,26٪ بعدما افتتحت التداول على انخفاض بنسبة 0,18٪ فقط. وتراجعت كل اسواق الأسهم الاوروبية الاخرى اثر تدهور السوق اللندنية التي كانت امس الاربعاء في اوج ازدهارها في اعقاب فوز العاصمة البريطانية بتنظيم دورة الألعاب الاولمبية للعام 2012. وفي فرانكفورت، خسر مؤشر البورصة 2,86٪ في حين فقدت بورصة باريس 3,40٪ وزيوريخ 1,97٪. وسجلت الميول التراجعية نفسها في امستردام (-3,08٪) ومدريد (-3,77٪) وميلانو (-3,95٪) او ستوكهولم (-3,09٪). وفي اسواق صرف العملات، انخفضت اسعار صرف الدولار والجنيه الاسترليني اثر الانفجارات في حين ارتفع سعر صرف الفرنك السويسري الذي يطلبه المستثمرون في حال حصول هجمات ارهابية او توترات جيو-سياسية. وحوالي الساعة 11,00 ت غ، تم التداول بالفرنك السويسري على اساس 1,2894 للدولار الواحد مقابل 1,3050 فرنك سويسري للدولار قبل ساعتين. وتحسن سعر صرف اليورو ايضا امام الجنيه الاسترليني ليصل الى 0,69 جنيه مقابل 0,68 (اكرر: 0,68) جنيه امس الأول. لكن الجنيه الاسترليني استعاد بعضا من قوته بعد قرار المصرف المركزي البريطاني عند الساعة 11,00 ت غ الابقاء على معدلات فوائده دون تغيير اي عند 4,75٪ (اكرر: 4,75٪). وبعد هذا القرار مباشرة، تم التداول باليورو على اساس 0,6870 للجنيه الاسترليني. وأوضح دراغ ماهر ان الجنيه الاسترليني الذي كان اول العملات المتأثرة بالانفجارات، «يواجه ضغوطا حادة امام الفرنك السويسري». ولتوضيح التقلبات على اسعار العملات والاسواق المالية، لفت ستيفن سايول الاقتصادي في سيتي بنك في لندن الى ان «هناك قلقا كبيرا في السوق». وأضاف «ان رد الفعل الاساسي الذي ضرب الجنيه الاسترليني ودعم الفرنك السويسري مثلا يعتبر نموذجيا جدا، انه رد فعل حيال المخاوف». اما الذهب فلعب دوره هو الآخر كقيمة-ملجأ وقفز سعر الأونصة من 423,50 دولارا الاربعاء الى 427,85 دولارا ظهر أمس في لندن.