أرجع الفنان حسن يوسف توقف تصوير مسلسل تلفزيوني عن مؤسس حركة حماس الشهيد أحمد ياسين الذي كان مقررا البدء في تصويره منذ فترة؛ إلى الخلاف القائم بين حركتي فتح وحماس. وكشف ل (عناوين) عن ضيقه من تعامل الإعلام العربي مع المسلسلات ذات الطابع الإسلامي، متهما بعض المسؤولين بتعمد عرض أعمال منافية للقيم الإسلامية خلال شهر رمضان المبارك. وإلى الحوار: *ما سبب عدم تقديمك أعمالا تليفزيونية هذا العام؟ - السبب هو تعنت بعض المسؤولين وسوء تقديرهم، فبعد بذل جهد ووقت لا يتم تقيم العمل أو إعطاؤه حقه، بل يتم عرضه في أوقات لا تناسب المشاهدين، وأحيانا كان يتم عرض المسلسلات التي أقدمها الساعة 11 صباحا!!
*لعل فكرة المسلسل تكون غير مناسبة للعرض في أي وقت أخر؟ - لا، ليس هذا هو السبب, ففي الغالب المسلسل يكون عن سيرة أحد العلماء المسلمين التي تحمل قيما وأخلاقا اندثرت ونريد تجديدها، لكن بعض المسؤولين يريدون الناس في ضياع، ولا يفضلون أن تقدم لهم القيم.
*ولماذا لم تخاطبهم لمعرفة السبب؟ - عندما طلبت منهم وضع المسلسل في وقت يناسب المشاهدين عرضوه الساعة الثانية بعد الظهر، وهو وقت لا يناسب الجمهور أيضا، بسبب هذا التعنت توقفت عن تنفيذ مسلسل عن الشيخ محمد الغزالي الداعية المصري. كما توقفت عن مسلسل آخر عن الفترة التي انتشر فيها الإسلام في شبه الجزيرة العربية.
*ولكن مسلسل شيخ الأزهر الراحل الشيخ عبد الحليم محمود عرض في وقت مناسب في رمضان الماضي؟ - المسلسل عرض قبل أذان المغرب بقليل، وبالتالي كان محاصرا بعامل الوقت، أذان المغرب – كما تعلم - يتقدم يوميا، بينما موعد بدء المسلسل ثابت، ولذلك كانوا يحذفون منه بعض المشاهد فهل هذا مناسب!!
*وهل هذا يحدث مع المسلسلات التاريخية والإسلامية فقط؟ - يكفي أن أقول إن هناك أسماء معينة من الفنانين تحدد لها مواعيد خاصة، أما الأعمال التي تحمل قيما وأهدافا فلا تحدد لها مواعيد مناسبة، في حين أن المواعيد الجيدة تخصص لمسلسلات فيها خمور تظهر في كادر الشاشة في نهار رمضان وكأنهم يتعمدون إثارة مشاعر المشاهدين.
*هل هناك عمل جهزت له ولم يتحقق؟ -نعم.. عرض عليّ مسلسل لتجسيد شخصية المناضل الفلسطيني الشيخ أحمد ياسين، لكن بعد حدوث الخلاف بين حركتي فتح وحماس قرر المنتج أن ننتظر حتى تهدأ الأمور لكي نستطيع التصوير في الأماكن المحددة في سورية والأردن وفلسطين، حتى يكون هناك معاونة وتقبل من الجميع، والمشروع ما زال قائما وسينفذ إن شاء الله.
*لماذا تم اختيارك تحديدا لتجسيد هذه الشخصية؟ - الناس قالوا إنك تقدم أعمالا إسلامية منذ فترة، وبالتالي هناك مصداقية بينك وبين المشاهد، إضافة إلى أن الشيخ ياسين لم يكون طويلا أو بدين الجسد, وهو ما ينطبق عليّ, وأيضا قالوا إنني أقرب الممثلين شبها به.
*وكيف ترى الفن الآن؟ - الفن يعاني سلبيات كثيرة والمادة طغت على كل شيء، وأغلب الفنانين أصبح لا يهمه العمل بقدر ما يهمه المقابل المادي الذي سيحصل عليه، لذلك نحن مهددون خلال الفترة القادمة بأن تتقلص المسلسلات التي تقدم إلى الربع, فمثلا قناة mbc اكتفت بمسلسل واحد بعدما كانت تنتج أربعة مسلسلات.
*وما السبب في ذلك؟ - في رأيي، لا يوجد تنسيق أو حرص على نوعية العمل الذي يقدم, وقد ذكر لي بعض المنتجين أن المحطات تشتري الآن (بالعافية) لأنه لا يوجد تخطيط ولا جودة، وأصبحت المسلسلات السورية والخليجية أقوى وأرخص.
*إذن ما المطلوب من الدراما المصرية خلال الفترة المقبلة لإثبات وجودها؟ - أن تقدم أعمالا هادفة لا تخالف شرع الله ولا تتعمد أن تسيء إلى ديننا أو الدين المسيحي، أي أن تقدم العمل وأنت تراعي كل الفئات، وبعد ذلك قدم ما تشاء من رومانسية أو كوميديا، لا يمكن أن نقبل بتقديم عمل يهاجم الأقباط، أو عمل يهاجم المسلمين فهذا ليس فنا وإنما هو إفلاس.
*هل الأعمال الفنية لها علاقة بما يحدث في الشارع المصري من انحراف؟ - الأعمال الفنية يمكن أن تغرس قيما وأخلاقا وانتماء, ويمكنها أيضا أن تضيع المجتمع، ويوم أن كان للفن رسالة لم نر ما نراه اليوم من تحرش واغتصاب.
*معنى ذلك أنك تريد سينما ذات قيم إسلامية؟ - نحن لا نطالب بسينما ذات قيم إسلامية, وإنما نطالب بوجود أعمال لا تكون ضد الإسلام.
*ما نقطة التحول فى حياة حسن يوسف؟ - عام 1980م، بعد أدائي أول عمرة، حيث التقيت الشيخ الشعراوي وتعلقت به، وما يدعو إلى الدهشة أنك بمجرد التزامك يتم تصنيفك "إخوان، سلفي، صوفي", أو أي شيء آخر.
*أخيرا .. ما أحب الأدوار التي قمت بها وأثرت فيك؟ - شخصية الشيخ الشعراوي هي أحب أدوار حياتي، وأعتقد أن شخصية الشيخ ياسين ستكون بذات المنزلة إلى قلبي.