كشفت الأبحاث عن وجود علاقة بين أمراض اللثة و العديد من المشكلات الصحية الخطيرة مثل الجلطات القلبية باختلاف أنواعها أو الإصابة بأمراض القلب بشكل عام و انخفاض وزن الطفل عند الولادة وهشاشة العظام و أمراض الجهاز التنفسي. كما أكدت آخر الدراسات الحديثة وجود علاقة مزدوجة بين أمراض السكري وأمراض اللثة، فمن المعروف أن مرضى السكري هم من أكثر الناس عرضة للإصابة بأمراض اللثة. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن أمراض اللثة المزمنة قد تؤدي بدورها إلى الإصابة بداء السكري، هذا ما أوضحه الدكتور عادل بن سليمان العقل رئيس قسم علوم الأسنان الوقائية بكلية طب الأسنان في جامعة الدمام و إستشاري علاج أمراض الأنسجة المحيطة بالأسنان وجراحتها وزراعة الأسنان بعيادات مزاف لزراعة وتجميل الأسنان مضيفاً: "أن التهاب النسيج المحيط بالأسنان و الذي يشيع تسميته بأمراض اللثة عبارة عن تدمير العظم و الأربطة التي تدعمها، حيث أن التهاب النسيج المحيط بالأسنان يشير إلى الأجزاء التي تدعم الأسنان وتثبتها، وتشمل الغمد العظمي الذي تنغرس فيه الأسنان والمادة الملينة بالكولاجين والمسماة بالرابط المحيط بالأسنان والذي يربط بين جذر السن والعظم " . و وتحدّث الدكتور العقل عن أسباب التهاب اللثة فقال: "إن السبب الرئيسي لالتهاب اللثة والنسيج المحيط بالأسنان هو وجود طبقة البلاك، التي تتكون من البكتيريا وغيرها من الكائنات الدقيقة، وتقوم تلك الكائنات بإفراز سموم تعمل على تدمير هذا الرابط شيئا فشيئا ، ونتيجة لذلك تصاب اللثة بالتهاب وتنحسر عن الأسنان ، فيخلق ذلك جيبا يختزن المزيد من البلاك ، وبمرور الوقت ، تستطيع السموم تدمير اللثة والطبقة الخارجية لجذور الأسنان وأخيرا العظم و إن تقدم عملية التهاب النسيج المحيط بالأسنان لا يتوقف على نوع الكائنات الدقيقة الموجودة فحسب وإنما يتوقف أيضا على رد فعل الجهاز المناعي تجاهها، والوقاية، والتي تتضمن الانتظام في استعمال فرشاة الأسنان والتنظيف بالخيط السني ، والذهاب لطبيب الأسنان لتنظيف طبقة البلاك والجير على يديه حتى تقلل بقدر الإمكان من تراكم البكتيريا على أسطح الأسنان، وهي أفضل أسلوب لاتقاء هذه الأمراض ". يُذكر أن نسبة الإصابة بأمراض اللثة قد تزداد في مرحلة المراهقة خصوصا عند تجاهل المراهق تنظيف الأسنان و الاعتناء بصحة الفم، حيث إن التغيرات الهرمونية الطارئة في هذه المرحلة تزيد من نسبة الإصابة بأمراض اللثة، فارتفاع نسبة الهرمونات الجنسية كالبروجسترون و الإيستروجين مثلا يزيد من نشاط الدورة الدموية في اللثة مما يزيد من حساسيتها و تفاعلها مع العوامل الخارجية كبقايا الطعام و البلاك. و أثبتت الدراسات الحديثة أيضا أن نسبة من الأشخاص قد تصل إلى 30% معرضون جينيا للإصابة بأمراض اللثة المتقدمة.