استخدم نشطاء من دعاة الديمقراطية ومدونون في العالم العربي الإنترنت للاحتفال بسقوط الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وحذروا القادة الآخرين من أنهم يواجهون المصير نفسه. ففي مصر حيث يتولى الرئيس حسني مبارك حكم البلاد على مدى ثلاثة عقود، حملت صفحة على موقع (فيسبوك) للتواصل الاجتماعي عنوان "مشروع لتحضير طائرة لكل رئيس" ودعت عدة صفحات مبارك (82 عاما) للبدء بحزم حقائبه استعدادا للرحيل. وقال أحد مستخدمي فيسبوك "احنا (نحن) زهقنا (نفد صبرنا) خلاص. احنا مش هنخلي (لن نترك) البلد تضيع من أيدينا". ودعا آخر الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي "لإبلاغ مبارك بأن هناك أيضا طائرة في انتظاره". وقالت مها الجمال في صفحتها على فيسبوك "خلوها (لتكن) طيارة واحدة تلمهم (تجمعهم) كلهم". ولجأ النشطاء الحقوقيون إلى الإنترنت للالتفاف على القيود الصارمة المفروضة على وسائل الإعلام وفشلت وسائل الحجب التي اتخذتها السلطات التونسية في منع صور المتظاهرين القتلى والمصابين من الوصول إلى الإنترنت وإشعال احتجاجات أوسع نطاقا. لكن هناك حدودا لمدى ما يمكن أن تصل إليه هذه الحملات في أماكن مثل مصر حيث تبلغ نسبة الأمية أكثر من 30 في المئة بين السكان البالغ عددهم 79 مليون نسمة وحيث يستخدم 16 في المئة فقط منهم الإنترنت، طبقا لتقرير البنك الدولي لعام 2008. وقال أبو أحمد على موقعه على تويتر "كل الدول في العالم العربي تقف على فوهة بركان يمكن أن ينفجر في أي وقت". وقال مستخدم لموقع فيسبوك من الإمارات عرف نفسه باسم بن خيماوي "الأيام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت. قد نرى ما لم نكن نتصوره قط.. كل النظم العربية نظم دكتاتورية وغير شرعية". وحررت مصر جزئيا البث الفضائي لكن قانون الطوارئ المطبق منذ أكثر من ثلاثة عقود يسمح للسلطات بفض مظاهرات الشوارع، كما تحظر على جماعة الإخوان المسلمين ممارسة الأنشطة السياسية رسميا. وقد أدى ذلك الى أن تكون إضرابات المصانع وحملات الإنترنت هي التحديات الأكثر مباشرة لحكومة مبارك الذي سيرشح نفسه على الأرجح لفترة رئاسية سادسة في سبتمبر. وقال موقع على فيسبوك أنشئ يوم الجمعة مع تنحي بن علي "نريد إلغاء قانون الطوارئ .. لا نريد قمعا في مصر .. نريد أن نكون أحرارا". وانضم إلى هذا الموقع 25 ألف عضو خلال 24 ساعة. وقال آخر "عايز (أريد) مخافش (ألا أخاف) من أمن دولة ولا ضابط شرطة. عايز تتم معاملتي بآدمية. عايز أعرف أعبر عن رأيي في بلدي واحترامي بغض النظر عن جنسي ولا لوني ولا ديني ولا حالتي المادية". وغيّر الكثيرون من مستخدمي فيسبوك صورهم الشخصية إلى العلم التونسي علامة على التضامن مع الشعب التونسي. وفي الإمارات العربية المتحدة وضع تعليق بعنوان هبة ريح على منتدى حوار الإماراتي يقول "الطغاة لا يستمرون إلى الأبد ... هذه رسالة واضحة لكل نظام دكتاتوري يحكم بالحديد والنار". وفي استطلاع على موقع صحيفة (المصري اليوم) المصرية يسأل عمّا اذا كانت المظاهرات في تونس والجزائر ستنتقل إلى دول عربية أخرى قال 69 بالمئة ممن شاركوا في الاستطلاع (نعم)، بينما قال 17 بالمئة منهم (لا)، وقال 15 بالمئة إنهم لا يعرفون الإجابة. وطالب المدونون باعتقال المسؤولين الفاسدين وحل البرلمانات والغاء قوانين الطوارئ ورفع الحدود الدنيا للأجور. وطالب آخرون بحل الحكومات واستبدالها بحكومات ائتلافية تشمل جماعات المعارضة. وقال بعض المعلقين المصريين إنه ينبغي على مبارك ألا يرشح نفسه لفترة رئاسية سادسة ويتعين ألا يسعى أحد من أفراد أسرته لخلافته. ويعتقد كثيرون أنه يجري إعداد جمال نجل مبارك للرئاسة وهو ما ينفيه الرئيس وابنه. وينظر بعض المدونين بعين الشك لهذه الطفرة في المطالب الثورية ويعتبرونها تنفيسا عن الإحباطات المتراكمة لدى الناس الذين يفضلون البقاء مجهولين وقد لا يحولون أفكارهم إلى تحرك مباشر. وقال المدون حسام حملاوي "الموجودون على الإنترنت ليس بالضرورة أن يكونوا هم الموجودين في الشارع". وأضاف أن النقابات العمالية القوية في تونس كانت محفزا رئيسيا للثورة. وأضاف "النقابات الحرة دائما ما تكون الرصاصة القاتلة لأي نظام دكتاتوري مثلما شهدنا في بولندا وكوريا الجنوبية وفي أمريكا اللاتينية وأيضا في تونس." ودعت مجموعة مصرية على فيسبوك إلى تنظيم احتجاجات في الشوارع في 25 يناير/ كانون الثاني وأطلقت عليه "يوم الثورة ضد التعذيب والفقر والفساد والبطالة". وقالت المجموعة "يوم 25 يناير هننزل (سوف نسير) كلنا بأعلام مصر مش (وليس) بأعلام أحزاب ولا حركات سياسية .. يوم 25 يناير هنصحى (سوف نستيقظ) كلنا ونفوق (نفيق) وننزل ونمشي في مسيرات في كل مصر ونهتف مطالبين بحقوقنا ومطالبين أن الشعب كله ينضم لينا .. يوم 25 يناير مش هو النهاية .. بس لو اتحدنا هيكون (سيكون) بداية النهاية".