عدد كبير من الموظفين والعمال في الفندق الوحيد الذي قبل مسؤولوه ان ندخله في ضاحية قمرت شمال العاصمة التونسية ظهر اليوم السبت 15 يناير 2011، اذ لم نجد أي زبون في مطعمه او في صالوناته المطلة على البحر وربوة سيدي ابي سعيد، حيث قصر الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. وقال السويسري ماركو بورناسكوني المدير العام المساعد لهذا الفندق من فئة خمسة نجوم طالبا عدم ذكر اسم الاخير "هناك الغاء حجوزات، وهذا طبيعي في مثل هذا الوضع (..) وسمعت انه تم الغاء رحلات ونحن في انتظار تحسن الوضع" السياسي في البلاد. وعن عدد السياح الذين قدموا السبت الى الفندق مع نهاية الاسبوع قال "لا احد لكن وصلنا امس (الجمعة) ثلاثة زبائن ولدينا الان 16" سائحا، ولكن لا احد كان موجودا عند الظهر في قاعة المطعم حيث هب عدد كبير من العمال لاستقبالنا معتقدين اننا سياح. ولم يلحظ مراسلا وكالة فرانس في الفندق سوى سائحين عربيين عند الاستقبال كانا ينهيان اجراءات المغادرة بتوتر للحاق بالطائرة. ولدى سؤال بورناسكوني عن كيفية تصرف السائح خلال هذه الفترة المضطربة التي تمر بها تونس قال "خلال النهار يمكنهم التجول في مدينة المرسى المجاورة، لكننا لا ننصحهم بالذهاب ابعد من ذلك ان امكن. اعتقد انه ليس الوقت المناسب للتجول في البلاد، يستحسن ملازمة الفندق". واضاف تحت شمس مشرقة ان "صورة تونس اليوم هي ما تنقله وسائل الاعلام، لكني متفائل وواثق بانه سيكون هناك حل وسيعود السياح". من جانبه، قال محمد احد موظفي الفندق "اليوم ليس وقت الحديث عن السياحة، لماذا لا نتحدث في السياسة؟"، وسالنا "هل ترون القصر هناك في سيدي الظريف؟" على هضبة سيدي بوسعيد المجاورة "هذا قصر (الرئيس السابق زين العابدين) بن علي وقد سرقه من اموال الشعب". وقال مسؤول في فندق فاخر اخر في قمرت رفض بدوره ذكر اسم فندقه او حتى الاشارة الى اسمه هو "كانت نسبة الاشغال في الفندق 60 بالمئة قبل ثلاثة ايام، اليوم هي في حدود 17 بالمئة" مضيفا "هناك حالات مغادرة عديدة في الايام الثلاثة الاخيرة". وبدا حارسان متوترين جدا عند مدخل فندق "كارطاغو بالاص" التابع لبلحسن الطرابلسي شقيق ليلى الطرابلسي زوجة بن علي واللذين يتهمهما كثير من التونسيين بالفساد. وقال احدهما وهو يمسك بجهاز اتصال بيده "الفندق مغلق منذ امس ، لا يوجد زبائن ولا حتى عمال" واضاف حين طلبنا منه ان نصور الفندق "كلا هذا ممنوع" وطلب منا بحزم المغادرة. وفي فندق "غولدن تولوب" شاهدنا من الخارج عددا هاما نسبيا من الاجانب وسط جلبة اطفال وسيارات عديدة وخصوصا دبلوماسية قبل ان يسالنا موظفان امامه بحزم ما اذا كنا نملك ترخيصا للقيام بعملنا. وسلمنا احدهما الترخيص فغاب داخل الفندق ليعود مسرعا مكررا "ممنوع ممنوع" بل انه وقف بفظاظة بيننا وبين سائح انكليزي نزل لتوه من سيارة اجرة كان يريد الحديث الينا. وكان الفرع الالماني لشركة توماس كوك السياحية البريطانية اعلن الجمعة انه اعاد الى المانيا نحو الفي سائح كانوا في تونس والغى كل رحلاته اليها حتى 17 يناير. وقد اعادت الشركة السياحية الخميس سياحا بلجيكيين كانوا في تونس. واقترحت منافستها شركة تي.يو.اي الغاء او تغيير حجز جميع المسافرين الذين كانوا متوجهين الى تونس حتى 24 يناير. وشهدت تونس منذ شهر اضطرابات دامية اندلعت على خلفية احتجاجات على غلاء المعيشة والبطالة وسرعان ما تحولت الى تظاهرات سياسية اطاحت ببن علي. وادى رئيس البرلمان التونسي فؤاد المبزع الذي عين السبت رئيسا بالوكالة اليمين الدستورية في مكتبه بمقر البرلمان. وافيد الخميس عن عمليات نهب في منتجع الحمامات ما اثار قلقا بين شركات السياحة الاوروبية وخصوصا الفرنسية المتعاملة كثيرا مع تونس. وتشكل السياحة احد اهم اعمدة الاقتصاد في تونس التي يتوافد عليها اكثر من سبعة ملايين سائح سنويا.