انتشرت, السبت 8 يناير 2011, الفرق الميدانية للحملة الوطنية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء التي انطلقت غرة الشهر الحالي تحت شعار متفائل يحمل معنى العزيمة والإصرار بعنوان (بعون الله سنحميها) تستهدف ما يزيد على 6 ملايين ونصف نخلة بقيمة 120 مليون ريال، لتكتمل خططها وأعمالها في غرة صفر عام 1334ه. وقد بدأت الفرق الميدانية البالغ عددها 1500 فني ومتخصص سعودي من مزرعة محمد بن غيث بالدرعية قاصدة مزارع المملكة المصابة بسوسة النخيل أو المتوقع إصابتها لحيلولة دون ذلك. وتتركز الحملة في المناطق الأكثر كثافة لشجرة النخيل، ما يعني أنها ستكون في الأحساء بواقع 3 ملايين نخلة. وشرح آلية الحملة مدير إدارة الوقائية في وزارة الزراعة المهندس فهد آل ساقان بقوله "سيتم مراعاة النخيل بحسب نسبة الإصابة بآلية معينة عن طريق بدأ من جنوب المناطق المصابة اتجاها إلى الشمال". وعزا تلك الطريقة إلى أن الحملة تتحرك بعكس حركة الرياح وبالتالي مداهمة سوسة النخيل التي تتبع حركة الرياح، ما يسهل انتقالها من نخلة إلى أخرى، لأن تمتلك مقدرة على الطيران، مبينا أن هذه الطريقة عملية وتم اختبارها، وهي ملائمة حاليا للظروف المناخية واتجاه الرياح حتى تكون الحملة أيضا في نسق السوسة وطور نموها وليس العكس. والحملة الحالية مغايرة لحملات الوزارة السابقة نظير التقنية الجديدة التي أدخلت طرق مكافحة وعلاج جديدة، وقال آل ساقان: إن التقنية الحديثة ستساعدنا على القضاء على السوسة بنسبة عالية تصل إلى 80%، والتقنية عبارة عن جهاز حقن تحت ضغط منخفض ويتكون من مضخة وبطارية تعمل ثلاثة أيام متواصلة، ويوجد في الجهاز ثلاث إبر، وبالإمكان أن تتفرع إلى ثماني إبر طريق قسامات، ويتضمن الجهاز خزانات للمبيدات الحشرية بسعة 13 لترا، ويعطي لثلاث نخلات على دفعة واحدة. وتابع: عملية الحقن تعتمد على مواد آمنة ولا تضر الثمار، ونأخذ الكمية بطريقة تقنية محددة بالنظر إلى رطوبة النخلة، فإذا كانت يابسة أخذت كمية أكبر، والعكس صحيح، وتصل نسبة الضغط من 1 إلى 10 بار، بحسب نسب ومعايير الرطوبة والطول والعمر. في السياق ذاته, كشفت تقارير زراعية عن أنه في عام 2010 بلغ عدد النخيل المصابة التي ظهرت عليها بشكل واضح وجلي أعراض سوسة النخيل الحمراء 60 ألف نخلة, موضحة أن عدد ما أزيل منها 30 ألف نخلة، وتم التخلص منها بواسطة الفرم أو المعالجة في الموقع. وأظهرت التقارير أعداد النخيل في مواقع الإصابة بنحو 7 ملايين نخلة، ونسبة الإصابة 1%، كما أظهرت أبرز المناطق والمحافظات التي تتركز فيها السوسة الحمراء وهي: الأحساء، والقطيف، والخرج، ووادي الدواسر، والدرعية، وتبوك، ونجران، ومكة، والقصيم. فيما استعرض مدير عام الوقاية بوزارة الزراعية الأضرار التي تحدثها النخلة المصابة بسوسة النخيل التي تهاجم الأعمار الصغيرة التي يراوح عمرها بين 5 و15 سنة، لافتا إلى أن هذا العمر يحتوي على نسبة رطوبة عالية، وفي المعتاد تكون الأنسجة الداخلية جيدة للغذاء، لما تكتنزه من نسبة سكريات عالية. وتفضل سوسة النخيل ما يفضله البشر في المعتاد، فتحرص على غزو النخيل ذات الجودة المرتفعة كالسكري والخلاص والبرحي ونبوت سيف وغيرها من الأصناف ذات الجودة والمحببة والمطلوبة لدى الإنسان والحشرة. وتضع السوسة ما يتجاوز 500 بيضة داخل الجذع، ثم تختفي هي والبيوض لتتكاثر مع أجيالها وأطوارها. ويعد الطور اليرقي للسوسة هو أخطر مراحل نموها، فيتغذى بشراهة داخل النسيج الحي للنخلة، وهذه التغذية تؤدي بالتالي إلى تجويفها ثم سقوطها. ووفقا لآل ساقان فإن مكافحة السوسة سابقا مكلفة اقتصادية بسبب صعوبة الوصول لها، مضيفا أن المختصين في وقت سابق لم يكونوا على معرفة تامة ودراية بالحشرة وخطورتها، الأمر الذي نتج عنه استخدام مبيدات لا تجدي، فيما أخذت الحشرة بالتكاثر والتنامي، وأخذ الإنسان يساعدها على ذلك عن طريق النقل العشوائي من دون أن يدرك ذلك. ودلل على ذلك بأن الاكتشاف الأول للسوسة كان في المنطقة الشرقية، فيما كان الاكتشاف الثاني في منطقة تبوك، والمسافة بين المنطقتين شاسعة، في دلالة على أن النقل من أخطر وسائل انتشار السوسة، واصفا هذه الطريقة بأنها مشكلة وعقبة كبيرة تواجه الوزارة والجهات المعنية. وعن أعراض الإصابة بسوسة النخيل أردف مدير إدارة الوقاية بقوله "الأعراض في الغالب لا تكون ظاهرة إلا بعد أن تستشري المشكلة في النخلة، فهي عدو خفي خصوصا في الشهور الأولى، ولكن يمكن القول إن ظهور نشارة خشبية متعفنة من موقع الإصابة، وخروج سائل أبيض مائل للون الأصفر يميل بعد فترة إلى اللون البني وذي رائحة كريهة، وموت الرواكيب والفسائل وسهولة نزعها، وموت قواعد السعف ومشاهدة طور الحشرة، كلها ظواهر على الأعراض بالإصابة". يشار إلى أن سوسة النخيل وصلت إلى المملكة في عام 1407ه، قادمة من الهند إلى أحد المشاتل في المنطقة الشرقية.