أعلنت مؤسسة (رايت ستارت) الدولية ورئيس أمناؤها الداعية المصري عمرو خالد، عن مشروع ضخم لمواجهة الفكر المتطرف في قلب اليمن "معركة القلوب والعقول الحاسمة لصالح وسطية الإسلام واعتداله"، سيتم تدشينه رسمياً الثلاثاء المقبل بمدينة عدن. وذكر بيان رسمي للمؤسسة السبت 20 نوفمبر 2010، أن المعركة التي ستخوضها انطلاقاً من اليمن عبر "ميادين ثلاثة تتناول الجوانب الاعلامية والقيادات الشبابية والدعاة", حيث سيشمل الميدان الإعلامي توجه مجموعة دُعاة إلى اليمن بصحبة الداعية عمرو خالد للبدء بحملة إعلامية ضخمة بالتعاون مع وزارة الإعلام اليمنية على كل وسائل الإعلام اليمنية والمنتديات ومواقع الانترنت ومنابر المساجد والتلفزيون. وسيقوم الدُعاة عبر الحملة الإعلامية بالرد على أفكار القاعدة ويوجهون الشعب اليمني لأفكار الوسطية والاعتدال, فيما سيتركز تواجد جماهيري عبر قيادات شابة من كل مدن اليمن وتدريبهم من قبل الداعية عمرو خالد ومؤسسته ليمثلوه بمواجهة التطرف في كل مدينة ومحافظة يمنية. ووفق المؤسسة سيتم اختيار 100 من الدعاة والعلماء الذين يتمتعون بالحضور والقبول الجماهيري لتدريبهم بالتعاون مع وزارة الأوقاف اليمنية على الأفكار الإسلامية الصحيحة للرد على الفكر المتطرف عبر وسائل الإعلام وخطب الجمعة. ومن المقرر ان تبدأ الجولة الأولى ل "المعركة" الثلاثاء لتستمر 15 يوما, وستدشن بمدينة عدن بحضور الرئيس اليمني علي عبدالله صالح, تزامناً مع بطولة خليجي 20 المقامة في نفس المدينة بجنوب اليمن. من جهة ثانية، كشفت دراسة حكومية عن وجود شريحة كبيرة من شباب اليمن "معرّضا للمخاطر، يعاني من إحباط وفراغ كبير, وصعوبة حصولهم على فرص لتنمية مهاراتهم، ما يسهل استقطابهم وانخراطهم" في جماعات متشددة وتنظيمات مشبوهة. وذكرت الدراسة الصادرة مؤخراً عن وزارة التخطيط اليمنية أن شريحة الشباب هذه تعاني من "فراغ كبير في الوقت وعدم قدرتهم على استثماره في شيء مثمر وصعوبة حصولهم على فرص لتنمية مهاراتهم، مما يعزّز من سهولة استقطابهم وانخراطهم في سلوكيات ضارة أو الانضمام إلى تنظيمات مشبوهة أو جماعات متشدّدة, تمثّل لبعضهم المخرج الوحيد لمشاكلهم". ونبهت الدراسة التي انفردت بنشر محتواها, صحيفة نيوزيمن, إلى حقيقة ان المجتمع اليمني "مجتمع فتي يمكن أن يعوّل عليه في بناء المستقبل, لا تتوافق مع الأوضاع الراهنة للشباب وبخاصةً في المجتمعات الفقيرة"، مشيرةً إلى أن غالبية الشباب اليمني إما يدرس "في المرحلة الثانوية أو تسرّبوا سابقاً، وعاطلون يبحثون عن عمل ويجدون في القات المتنفّس الوحيد لقضاء أوقاتهم، يعيشون في مجتمعات فقيرة وقليلة الإمكانيات وتندر فيها الفرص التدريبية والوظيفية". ودعت الدراسة التي حملت عنوان (أصوات الفراء) إلى تبنّي جاد لقضايا الشباب ودعم مشاريعهم خاصةً في جوانب الإنتاج الاقتصادي والزراعي وبناء القدرات, مؤكدةً أن ذلك "لن يتحقّق إلا بتكامل أدوار شركاء التنمية في القطاع العام والخاص ومؤسّسات المجتمع المدني في دعم مشاريع الشباب وتنمية قدراتهم ومهاراتهم".