انتقل التنافس بين الجامعات السعودية للحصول على مراتب متقدمة في التصنيف العالمي, الذي أثمر عن دخول جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود في نادي أفضل 500 جامعة على مستوى العالم؛ إلى الساحة المحلية, وفي مجال خدمة المجتمع. فما أن أطلق طلاب كلية الطب في جامعة الملك سعود الشهر الماضي حملة (ومن أحياه) بهدف التوعية بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة، حتى أطلق طلاب كلية الطب في جامعة الملك فيصل مطلع الشهر الحالي حملة (امنح حياة) للهدف ذاته. وقد تناول الإعلام الأهداف والغايات لهاتين الحملتين، وهو ما انعكس على أفراد المجتمع بالفخر والاعتزاز بهؤلاء الطلاب كثروة وطنية غالية. إلا أن (عناوين) ومن خلال مصادر موثوقة وذات صلة، اكتشفت أن حملة (ومن أحياها) ما هي إلا نسخة مسروقة من حملة (امنح حياة). وتشير المصادر إلى أن طلاب الحملتين كانوا فريقا واحدا تحت إدارة عادل السنيدي مؤسس ومعدّ فكرة الحملة, وهو طالب من كلية الطب في جامعة الملك فيصل، وبعد اكتمال الحملة ووضع شعارها وخططها وتحديد موعد انطلاقتها, وإذا بفريق طلاب الملك سعود وقبل ثلاثة أسابيع من انطلاق الحملة يعلنون عن حملتهم باسم (ومن أحياها), وأن الحملة من بنات أفكارهم, وأنهم حصلوا على الدعم المعنوي والمادي من إدارة الجامعة. وقد وقع الخبر كالصاعقة على عادل السنيدي ورفاقه من جامعة الملك فيصل, ليعقدوا عدة اجتماعات لهذه الأمر, حتى قرروا رفع قضية إلى المحكمة بدعوى حقوق الملكية الفكرية، ولكن المسؤول عن البحث العلمي للحملة, وهو دكتور في كلية الطب في جامعة فيصل (تحتفظ الصحيفة باسمه)؛ قدّم المصلحة العامة وسمعة الجامعتين على المصلحة الخاصة، وأشار بعدم رفع القضية. ولأن جملة (ومن أحياها) نسخة غير أصلية, فقد اكتفت هذه الحملة بالإعلان عن نفسها وشعارها في الصحف فقط، أما حملة (امنح حياة) فقد ظهرت كحملة متكاملة، حيث أطلقت موقعا رسميا لها على الإنترنت (http://www.givealife.net), ووثقت من خلال الموقع تحضيراتها للحملة كالمقابلة التلفزيونية لقناة lbc, كما زارت الحملة عدة مدارس في المنطقة الشرقية لنشر فكرة الحملة وأهدافها, وأعدت معرضا استمر عدة أيام حتى أثمرت هذه الأعمال عن تبرع كثير من المواطنين بأعضائهم, فوصل العدد إلى 1400 متبرع. بينما لم تعلن حملة (ومن أحياها) لجامعة الملك سعود عن أي متبرع حتى الآن. يذكر أن دكتور الطب في جامعة الملك فيصل الذي أشار بعدم رفع القضية, اشترط على طلاب جامعة الملك فيصل عندما تقدموا إليه ليكون المشرف على البحث العلمي للحملة, بأن يبقى البحث سرا ولا يُعلن إلا بأمره، وهذا ما أثار استغراب الطلاب حين ذاك وقبلوا به على مضض.