بدأ أول معارض الحملة الوطنية للتوعية بمفهوم التبرع بالأعضاء " امنح حياة " والتي تأتي كمشروع من مشاريع لجنة الخدمات الإنسانية والسلام بالجمعية الوطنية لطلاب الطب، بتعاون ثنائي مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء. وسيستمر المعرض في استقبال الزوار إلى العاشر من أبريل في مجمع الراشد بالخبر. وقال محمد الشريم –منسق لجنة الجمهور-: احتوى المعرض على فيديو تعريفي بالتبرع بالأعضاء، يعرض الإحصائيات وبعض حالات الفشل العضوي، وبروشورات من إعداد اللجنة العلمية للحملة، وأخرى مقدمة من المركز السعودي ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وهدايا للزوار. وقد شارك 30 طالباً وطالبة من كلية الطب في أول يومين من أيام المعرض، الذي لقي إقبالاً كبيراً من زوار المجمع. وعن عوامل نجاح المعرض قال الشريم: إن اقتناع فريق الحملة بأهمية التبرع بالأعضاء هو ما دفعهم إلى الحرص على تبيين جميع متعلقات هذا الموضوع لزوار المعرض. وأضاف أن الدورات العلمية التي تلقاها الطلاب والطالبات ساعدت كثيراً في التواصل مع الجمهور الكريم والإجابة على استفساراتهم. وفاق عدد بطاقات التبرع التوقعات في أول يومين، في اليوم الأول وقّع 127 شخصاً بطاقات المركز السعودي للتبرع بأعضائهم بعد وفاتهم دماغياً، وفي اليوم الثاني كان العدد 231 شخصاً. وعبر بعض زوار المعرض عن رأيهم، سعاد البسام قالت: الحملة رائعة جداً، وأنا أتمنى أن ينتشر هذا الوعي بين الناس، ويعجبني الحماس الموجود لديكم، والله يقويكم، وأنا شخصياً فخورة جداً بكم. نورة العتيبي ترى أن الحملة مفيدة و مثمرة، وأن فكرة التبرع بالأعضاء مقبولة لدى المجتمع. وفاء التويجري : هذه الحملة تدل على أن طلاب الطب تعودوا على العطاء، وفكرة الحملة فكرة مبدعة، ونتمنى أن نرى نتيجة هذه الحملة في زيادة عدد المتبرعين بأعضائهم، وتمنى للمتطوعين التوفيق. الجدير بالذكر أن الحملة طلابية، ابتداءً من الفكرة وحتى أدق التفاصيل، وهذا ما أكده عادل السنيد –المنسق الوطني للحملة-، وقال: استمر الإعداد للحملة قرابة السنة، واليوم رأينا أول نتائجها! وأضاف إن الصعوبة الوحيدة تكمن في توفير دعم مادي لهذا المشروع الوطني، ومع ذلك، فالطلاب والطالبات لم يتوقفوا بل بدؤوا الحملة على نفقاتهم الشخصية من مكافآتهم ومن ذويهم، لإيمانهم العميق برسالة "امنح حياة". وبالنسبة لتقبل الجمهور للفكرة، قال: توقعنا أن تكون هناك ردود فعل من الجمهور، إلا أن ما رأيناه في أول أيام الحملة فاق جميع التوقعات ودل على أن المجتمع السعودي وصل إلى درجة كبيرة من الثقافة، فبعض زوار المعرض كان يعرف عن إحصائيات الفشل العضوي في المملكة، وقال بعض زوار المعرض أنهم تابعوا المذيع علي الغفيلي في حلقة التبرع بالأعضاء، وحرصوا على زيارة المعرض للتوقيع على بطاقة التبرع. كما توقع السنيد زيادة أعداد المتبرعين بأعضائهم خلال الأيام المقبلة للمعرض. وبياناً لحجم مشكلة الفشل العضوي في المملكة، أوضح د. فيصل بن عبد الرحيم شاهين مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء أنه تم الحصول في عام 1429ه على 118 حالة موافقة على التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، بنسبة زيادة تعادل 38 في المائة عن العام السابق. وقال د. شاهين "انعكس ذلك إيجابياً على عدد الأعضاء المزروعة وأعضاء المرضى الزارعين، حيث تمت زراعة 166 كلية من متوفين دماغياً بزيادة 36 في المائة، و59 عملية زراعة كبد بزيادة 30 في المائة، و19 عملية زراعة قلب بزيادة 58 في المائة عن العام السابق، إضافة إلى زراعة بنكرياس واحد ورئة واحدة والاستفادة من 29 قلباً كمصدر للصمامات البشرية، و زراعة قرنية بزيادة 88 في المائة على العام السابق". وأضاف الدكتور فيصل شاهين "كان للمستشفيات الحكومية والأهلية دور بارز في هذا النجاح"، منوهاً بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، الذي كان أداؤه مميزاً كماً ونوعية في استئصال وزراعة الأعضاء بنسبة 40 في المائة من فعاليات البرنامج الوطني لزراعة الكلى و60 في المائة بالنسبة للكبد و100 في المائة بالنسبة لزراعة القلب إضافة إلى إدارة الإخلاء الطبي السعودي ودورها المميز في نقل فرق الاستئصال والأعضاء في 38 حالة تبرع وكذلك الفرق الطبية في جميع مراكز المملكة والمنسقين الإداريين والطبيين. وكانت الحملة قد أنهت أسبوعين من التوعية في المدراس والجامعات، حيث قالت مسؤولة مدارس البنات متعبة العيسي: بدأت استعدادات الفريق منذ عدة أشهر، بتلقي دورات تدريبية عن الجانب العلمي للتبرع بالأعضاء وكيفية التعامل مع المجتمع وإيصال الفكرة إلى الآخرين. وبدأت جولة المدارس خلال الأسبوعين الماضيين في الخبر والدمام، وستستمر في الأسبوع القادم لتغطي 22 مدرسة بنات. حيث تم شرح فكرة التبرع بالأعضاء وحكمها الشرعي وعرض بعض اللقاءات مع متبرعين سابقين ومستقبلين لأعضاء وكيف أثر هذا على حياتهم. وقد تبرع من المدارس والجامعات أكثر من 150 طالبة. وتحتوي خطة الحملة على تغطية المدارس في مناطق أخرى من المملكة مثل الرياضوجدة. كما تقدمت العيسي بشكرها إلى المسؤولين في إدارة التعليم والتعليم العالي لتعاونهم مع "امنح حياة".وتقدم عبدالمحسن الدليجان -المنسق الوطني للإعلام- بشكره إلى كل الجهات المتعاونة لإنجاح هذه الحملة الوطنية، وقال: كل الشكر موصول إلى إدارة مجمع الراشد على توفير مكان للمعرض، ومجموعة الفيصلية -سوني- لتبرعها بالعرض على شاشة بلازما، ومؤسسة ون هابي نيشن لتقديمها الدعم الإعلامي، وكذلك فريق المتبرعين بمستشفى الملك فهد التخصصصي بالدمام لتوفير بعض المطبوعات، ومؤسسة قلف دايركشن لعرض فيديو عن الحملة في الشاشات المعلقة في عدة مجمعات تجارية، وكذلك الصحافة والإذاعة والإعلام. وكل هذا الدعم غير مستغرب من هذه المؤسسات التي تسعى دائماً لخدمة الوطن. كما دعى الدليجان المؤسسات الحكومية والخاصة للمشاركة في هذا المشروع الإنساني الوطني، وأشار إلى التواصل عن طريق موقع الحملة www.givealife.net. وقالت د. ليلى بوبشيت -المنسق المحلي للحملة- أن هذا الفريق الرائع هو ما يدفع الجمعية الوطنية لطلاب الطب لتقديم المزيد، فحماس الطلاب والطالبات منقطع النظير، فبجانب اهتماماتهم الأكاديمية، إلا أنهم أصروا على توعية المجتمع. وأضافت أن الحملة بجانب هدفها في توعية المجتمع، تهدف أيضاً لإنجاز دراسة علمية عن تقبل المجتمع لفكرة التبرع بالأعضاء، وستكون الدراسة من إعداد الطلاب بتنسيق الطالب قصي الصالح، وبإشراف من د. عبدالله الجودي -استشاري علم الوبائيات بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام-. كما أكدت أن الحملة ستواصل توعيتها للجمهور في أغلب مجمعات المنطقة، وستواصل استقبال المشاهير كداعمين للحملة، حيث أن "امنح حياة" لاقت دعماً من مشاهير اقتنعوا بالفكرة وقاموا بالتوقيع على بطاقة التبرع بالأعضاء، ودعموا هذه الحملة بما يستطيعون في مجالاتهم، وهم: المذيع علي الغفيلي، مقدم البرامج أحمد الشقيري، المذيعة منى أبوسليمان، وبطل الرالي يزيد الراجحي، والممثل فايز المالكي. الجدير بالذكر أن هناك الكثير من الرياضيين هم ممن وقعوا على بطاقة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية –لا قدر الله- ومنهم سامي الجابر، ماجد عبدالله، عبدالرحمن القحطاني، وسعدالحارثي، وهذه خطوة كبيرة منهم ليكونوا قدوة لمتابعي أخبارهم من الشباب.