انسحبت وفود أوروبية وغربية في شكل جماعي خلال بداية الكلمة التي ألقاها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد, من بينها: فرنسا وإيطاليا وهولندا، بعدما هاجم النظام الإسرائيلي ووصفه بالعنصري. وقال نجاد خلال كلمته: إن الدول الغربية ظلت صامتة إزاء الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في غزة, وهاجم إدارة الولاياتالمتحدةالأمريكية السابقة بسبب إقدامها على غزو أفغانستان, فيما لم يتطرق إلى قرار أمريكا بغزو العراق. وتطرق نجاد إلى أزمة الاقتصاد العالمي قائلا: إنها في تصاعد ولا بصيص أمل حتى الآن بتجاوزها. وبحسب وكالة أنباء رويترز, فإن إسرائيل قالت إنها ستستدعي سفيرها لدى سويسرا يوم الإثنين احتجاجا على مؤتمر تعقده الأممالمتحدة عن العنصرية في جنيف يحضره الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وأبدى مسؤولون إسرائيليون غضبهم أيضا خلال اجتماع عقده الرئيس السويسري هانز رودولف ميرتس يوم الأحد مع أحمدي نجاد, الذي شكك في حدوث المحرقة, ودعا إلى "محو غسرائيل من على الخريطة". ويتزامن المؤتمر العالمي للعنصرية الذي يعقد يوم الإثنين, والذي قاطعه عدد من القوى الغربية القلقة من أن يصبح منبرا للهجوم على إسرائيل؛ مع ذكرى محرقة اليهود في الدولة اليهودية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمجلس الوزراء في تصريحات نقلتها وسائل إعلام: "قتل ستة ملايين من أبناء أمتنا في المحرقة. لم يع الجميع الدرس للأسف". وأضاف نتنياهو: "بينما نحن نحيي الذكرى يعقد مؤتمر مزعوم عن العنصرية في سويسرا. ضيف الشرف عنصري ينكر حدوث المحرقة, ولا يخفي نواياه في محو إسرائيل من على وجه الأرض". وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لاحقا: إنه ووزير الخارجية أفيجدور ليبرمان قررا استدعاء السفير ايلان الجار من بيرن "لإجراء مشاورات واحتجاجا على المؤتمر المنعقد في جنيف". وتوترت العلاقات الثنائية بالفعل في العام الماضي عندما شكت إسرائيل لسويسرا من شراء الغاز الطبيعي من إيران. وقال مسؤولون إسرائيليون: إن الصفقة أضرت بمساعي تقودها الولاياتالمتحدة لعزل إيران بسبب برنامجها النووي. وفي مقابلة مع راديو إسرائيل, وصف افيف شير أون - وهو مساعد كبير لليبرمان- الإجراء الذي تم اتخاذه اليوم احتجاجا على المؤتمر بأنه حاسم. ولكنه أشار إلى أنه لم يرق إلى حد سحب السفير الإسرائيلي إلى الأبد, وأبدى بعض التفهم لموقف سويسرا باعتبارها بلدا محايدا يستضيف مؤتمرا دوليا. وقال شير أون الذي كان هو نفسه سفيرا لدى سويسرا: "هذه هي الأسباب التي جعلت سويسرا توافق على الاجتماع" مع أحمدي نجاد. ومضى يقول: "زعموا أيضا أنهم سيوضحون لأحمدي نجاد كل ما يلزم توضيحه له باعتباره منكرا للمحرقة ومضرا بحقوق الإنسان, ولكني أعتقد أن هذا ليس كافيا لصالح دولة إسرائيل ولصالح المجتمع الدولي ولذا اتخذنا هذا الإجراء".