جنيف – أ ف ب، رويترز - اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون معاداة الإسلام شكلاً من اشكال العنصرية مثل معاداة السامية، وذلك خلال افتتاحه مؤتمر «دوربان 2» لمناهضة العنصرية في جنيف والذي قاطعته دول عدة في مقدمها الولاياتالمتحدة بسبب مشاركة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد فيه وكيله الاتهامات الى اسرائيل. وقال بان ان «العنصرية هي بكل بساطة انكار لحقوق الإنسان. ويمكن ممارستها على مستوى نظام، وهو ما تذكرنا به المحرقة باستمرار. كما يمكن التعبير عنها في شكل غير رسمي، كمعاداة السامية على سبيل المثال او معاداة الإسلام اخيراً». ومفهوم «معاداة الإسلام» موضع جدل كبير اذ تعتبر المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان والدول الغربية انه يفسح في المجال امام قمع التجديف والتنديد ب»الإساءة الى الأديان». من جهة أخرى، عبر الأمين العام للأمم المتحدة عن «خيبة امل كبيرة لأن بعض الدول التي يجدر بها المساعدة على شق طريق الى مستقبل افضل غائبة»، مبدياً اسفه لاستمرار «العنصرية حتى الآن». وتابع «خارج هذه الجدران، تعارضت مجموعات مصالح من انتماءات سياسية وعقائدية عديدة في اجواء من الحدة. يجدر بها ايضاً ان تكون معنا وأن تتكلم». ودعا بان الى ادراج المؤتمر الذي يعقب مؤتمراً اول جرى عام 2001 في دوربان في جنوب افريقيا وسادته البلبلة والجدل، تحت شعار: «عهد جديد من التعددية»، مرجحاً ان يتسم «بقدر اقل من المواجهة والمزيد من الحوار، بقدر اقل من الإيديولوجيا والمزيد من التفاهم». وحذر بان من ان «لا مجتمع محصناً ضد العنصرية، أكان غنياً ام فقيراً». وندد بان في بيان صدر قبل المؤتمر ب «انكار المحرقة وبالذين يقللون من حجمها». وأعلنت الولاياتالمتحدة والمانيا وكندا وهولندا وإيطاليا وإسرائيل وبولندا عدم مشاركتها في المؤتمر حول العنصرية خشية ورود مواقف معادية للسامية خلاله على خلفية حضور الرئيس الإيراني، فيما حضرت فرنسا وبريطانيا المؤتمر. وعبرت الحكومة اليابانية عن «اسفها» للقرار الأميركي مقاطعة مؤتمر مناهضة العنصرية المعروف ب»دوربان الثاني». وقال الناطق باسم الحكومة اليابانية تاكيو كوامورا في مؤتمر صحافي: «آسف لعدم تمكن الولاياتالمتحدة من المشاركة في هذا المؤتمر». في غضون ذلك، اعلنت اسرائيل إنها ستستدعي سفيرها لدى سويسرا احتجاجاً على دعوة نجاد الى المؤتمر. وأبدى مسؤولون اسرائيليون غضبهم أيضاً من اجتماع عقده الرئيس السويسري هانز رودولف ميرتس ليل اول من امس، مع نجاد الذي شكك في حدوث المحرقة ودعا إلى «محو اسرائيل من على الخريطة». وعلى رغم أن الإعلان الختامي للمؤتمر لا يتضمن مساواة الصهيونية بالعنصرية، فإن الدول الكبرى تخوفت من النيل من إسرائيل بالانتقاد وعلى سبيل المثال من خلال إشارة تقول: «نحن قلقون من محنة الشعب الفلسطيني». وقال أوباما اول من أمس إن هذا الأمر غير مستساغ كنقطة انطلاق لاجتماع جنيف.