يرجّح أطباء أن تكون اضطرابات النوم بمثابة مؤشرات أولية للإصابة بأمراض نفسية، لاسيما أن حالات الاكتئاب غالباً مع تكون مصحوبة بقلة النوم. وأوضحت الجمعية الألمانية للطب النفسي والعلاج النفسي وطب الأعصاب (DGPPN) بالعاصمة برلين، أنه بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تتسبب قلة النوم المزمنة في حدوث زيادة في الوزن، حتى أنها في أسوأ الحالات قد تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري. وتتمثل أولى خطوات التغلب على الأرق واضطرابات النوم في استشارة طبيب العائلة؛ حيث يمكنه علاج هذه الاضطرابات باستخدام الأدوية. وفي كثير من الأحيان يُعد تغيير نمط الحياة هو البديل الأفضل؛ لأن الإجهاد والضغط العصبي وكذلك تناول المشروبات الكحولية على سبيل المثال تعتبر من أهم الأسباب الشائعة لحدوث اضطرابات النوم. وأوضح الخبراء بجمعية DGPPN أن من العوامل المهمة أيضاً للتغلب على الأرق واضطرابات النوم هي الحفاظ على إيقاع النوم بشكل منتظم؛ حيث تعتبر الراحة والاسترخاء أثناء النوم أهم من عدد ساعات النوم. وينبغي على المرء أن يأخذ اضطرابات النوم على محمل الجد، إذا ظهرت على مدار أربعة أسابيع بواقع ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل. غير أن الانطباع الذاتي قد يخدع بشكل كبير؛ فمَن يظل مستيقظاً قبل النوم لفترة طويلة، فإنه يشعر غالباً بأن هذا الوقت طويلاً جداً. أما اضطرابات النوم التي تحدث في منتصف الليل، والتي يمكن أن يكون ضررها أكبر بكثير، فلا يتم إدراكها في أغلب الأحيان. ولذلك فإن العامل الحاسم في المقام الأول هو ما إذا كانت هذه الاضطرابات تؤثر على الأداء والكفاءة الوظيفية أثناء اليوم أم لا، وكذلك كيفية تأثيرها. كما يعتبر الضوء والضوضاء ثاني العوامل المهمة لعدم التمتع بنوم هانئ أو نوم أقل راحة. فالضوضاء تسبب إزعاجاً أثناء النوم حتى إذا كان يبدو أن المرء قد اعتاد عليها. وبالإضافة إلى ذلك ينبغي على المرء عدم مواصلة العمل أمام شاشات الكمبيوتر حتى قبيل الخلود للنوم مباشرة أو الجلوس لمشاهدة التلفاز لوقت متأخر من الليل. فمن خلال الضوء الأزرق المنبعث من الشاشة يتم توزيع هرمون الميلاتونين في الجسم، وهو الهرمون المسؤول عن التحكم في إيقاع الليل والنهار. وبالتالي فإنه يتم الاحتفاظ بالجسم مستيقظاً بشكل اصطناعي.