وصلت إلى سطح الأرض صباح الأربعاء 13 أكتوبر 2010، المجموعة الأولى من العمال ال 33 العالقين في تشيلي، الذين مضى 69 يوما على حصارهم في منجم سان خوسيه الذي انهار الخامس من شهر أغسطس الماضي. وقد وصل عدد من تم إنقاذهم إلى خمسة حتى الساعة 11 صباحا (بتوقيت السعودية)، وفي حال استمر نسق صعود العمال على حاله، أي بمعدل نحو ساعة لكل منهم باعتبار نزول الكبسولة وأعداد العامل, فإن عملية إنقاذ العمال ستنتهي في غضون 24 ساعة. وكان فلورينسيو أفالوس (31 عاما)، هو أول من خرج عبر الكبسولة من بين العمال المحاصرين في المنجم الواقع قرب كوبيانو، ليتبعه بعد نحو ساعة زميله ماريو سيبالفيدا (39 عاما)، ومن ثم لحق بهما زميلهما الثالث خوان إيلانيس (52 عاما). وقد أشرف الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا بنفسه على عملية الإنقاذ التي تحظى باهتمام عالمي غير مسبوق. وضم أفالوس أمام كاميرات التلفزيون التي كانت تبث الحدث مباشرة, ابنه البالغ من العمر سبع سنوات ثم زوجته مونيكا والرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا والعديد من مستقبليه عند فوهة البئر، ثم تم اقتياده سريعا إلى مستشفى ميداني أقيم في المكان، حيث خضع لسلسلة من الفحوص. ووصف رئيس تشيلي العملية بالمعجزة، مبديا ارتياحه، وقال "أول عمالنا أصبح معنا، كنا على يقين أنهم على قيد الحياة وأننا سننقذهم، قلنا إننا سنعثر عليهم وعثرنا عليهم، والآن نقول إننا سننقذهم سالمين وسنفعل". وفي هذا السياق، أصدر البيت الأبيض بيانا عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما جاء فيه "أن قلوب وصلوات الشعب الأمريكي تتجه إلى عمال المنجم المحاصرين وإلى عائلاتهم". وأعرب أوباما عن فخره واعتزازه بالخبراء الأمريكيين الذين يسهمون في عملية الإنقاذ. وكانت تجارب أجريت في آخر لحظة أخَّرت لعدة ساعات بدء عملية الإنقاذ، حيث نزل أولا المنقذ مانويل جونزاليس عبر "الكبسولة" المعدنية، وبعد ربع ساعة وصل جونزاليس إلى قاع المنجم، حيث استقبله العمال بالتصفيق أمام كاميرا تم نصبها في المكان، ثم تجمع العمال من حوله للاستماع إلى توجيهاته في ورشة أقيمت تحت الأرض رفع فيها علم تشيلي، ثم بدأ المنقذ مساعدة أول العمال على اتخاذ موقعه في الكبسولة، وقد وضع المنقذون ترتيب صعود العمال مسبقا على قاعدة إعطاء الأولوية للأكثر (مهارة) ثم (الأضعف) وأخيرا (الأقوى) القادرين على تحمل طول الانتظار. ويستغرق صعود الكبسولة في بئر حفرت خلال 33 يوما, 15 دقيقة، بيد أنه مع تحضير كل رحلة يتطلب الأمر نحو ساعة لصعود كل عامل. وكان العمال، وهم 32 تشيليا وبوليفي واحد, قد علقوا في منجم النحاس والذهب بسان خوسيه في صحراء اتاكاما شمالي تشيلي إثر انهيار. وإضافة إلى 800 شخص من أقارب وأصدقاء العمال, تدفق أكثر من ألفي صحافي من العالم بأسره إلى الموقع لتغطية "النهاية السعيدة" لعملية نجاة تحت الأرض غير مسبوقة. ووصل الرئيس البوليفي إيفو موراليس صباح الأربعاء 13 أكتوبر إلى المكان لاستقبال مواطنه كارلوس ماماني لدى إخراجه من البئر. وخلال شهرين أصبح العمال ال 33 نجوما عالميين، فأرسلت لهم قمصان موقعة من نجوم عالميين لكرة القدم، ومسبحات من البابا بنديكتوس السادس عشر، وأجهزة (آي بود) أهداهم إياها رئيس شركة آبل ستيف جوبز لمساعدتهم على تحمل معاناتهم التي أصبحت مصدر إلهام لمخرجين سينمائيين. يُذكر أنه بعد سبعة أيام من حدوث الانهيار, اعتبر وزير المناجم لورنس جولبورني أن فرص العثور على العمال أحياء "ضئيلة جدا". لكن تحت ضغط الأهالي الذين اعتصموا في المكان غداة حدوث الانهيار, واصل رجال الإنقاذ جهودهم حتى تمكن مسبار في 22 أغسطس من التقاط رسالة كتبت على ورقة تحمل عبارة أصبحت شهيرة "نحن بخير، جميعنا ال 33 في الملجأ تحت الارض".