القاهرة : عناوين الكبر مسألة خطيرة وصدق الرسول محمد _صلى الله عليه وسلم_ حيث قال (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) والمشكلة الكبرى في مرض الكبر أنه داء خفي قلما يشعر به المرء. فأعتقد أن الغالبية العظمى من المتكبرين سيقولون بارتياح: بالطبع أنا لست متكبرا. وعليك مراقبة تصرفاتك فقد تكون من هؤلاء دون ان تدري: فالمتكبر عندما يواجه بنقد من شخص ما يغضب أو يشعر بعدم ارتياح و يبدأ بالدفاع عن نفسه فورا وبأي وسيلة كانت . ويقاطع حديث الناس عندما لا تعجبه نقطة أو قول معين ،ويتحدث أكثر مما يسمع ويتعامل مع الناس على حسب مناصبهم وليس على أساس أنهم أناس سواسية و يأخذ الأمور بشكل شخصي عندما يجادله أحد في مجلس ويغضب أو يتوتر عندما لا يؤيده الناس ولا يتفقون مع وجهة نظره، ويرغب دائما في سماع المدح ويبذل جهده لكي يمدحه الناس و دائما يقارن نفسه بغيره ويشعر بارتياح عندما يكون مع من هو دونه، ويشعر بتوتر عندما يكون مع من هو أفضل منه حديثا أو موهبة. وللتغلب على هذا الداء عليك تعلم ان لا تقاطع الناس ولكن أنصت إليهم فقولك ليس أهم من قولهم ،استمع أكثر مما تتحدث لا تفرق ( في شعورك الداخلي ) عند تعاملك مع طبقات الناس المختلفة (لا تتعامل مع شخص بطريقة ومع شخص أخر بطريقة أخرى!). اعمل من أجل الله وليس من أجل سماع المديح فمدح الناس فقط يغذي الكبر الذي في داخلك و إذا لم ينعكس تواضعك أمام الله إلى تواضع عملي وواضح أمام خلق الله فاعلم أن تواضعك أمام الله فيه خلل وفيه نقص وهو تواضع وهمي فالتواضع الحقيقي أمام الله يستوجب التواضع مع خلقه وانظر إلى سيرة النبي محمد_صلى الله عليه وسلم_ أكثر خلق الله تواضعا مع الأصدقاء والنساء والأطفال حتى مع الأعداء كان يغلب على خلقه التواضع مع جميع الناس