اعلن الامين العام لحزب الله حسن نصر الله مساء الجمعة ان حزبه غير معني ب"الاجابة على اسئلة او طلبات مدعي عام المحكمة الدولية" التي تنظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وبخصوص قضية اختفاء الامام الشيعي موسى الصدر في ليبيا كشف عن تلقي عروض بمليارات الدولارات لتسوية القضية مضيفا " لكن نحن لا نبيع قادتنا بالدولارات " وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية وكان نصر الله يرد على اعلان مكتب المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال بلمار في 24 آب/اغسطس، ان المعلومات التي سلمها حزب الله الى السلطات اللبنانية ونقلتها بدورها الى المدعي العام حول اغتيال الحريري، "منقوصة" ولا تشمل كل القرائن التي قال الامين العام للحزب انه يملكها في ملف الحريري، مطالبا السلطات اللبنانية بالحصول على القسم المتبقي. والمعلومات المذكورة هي عبارة عن "معطيات وقرائن" عرضها نصر الله في مؤتمر صحافي في التاسع من آب وقال انها تؤشر الى وقوف اسرائيل وراء اغتيال الحريري العام 2005. وقال الامين العام لحزب الله في احتفال اقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت لمناسبة "يوم القدس"، "نحن غير معنيين بالتحقيق الدولي ولا بالمحكمة الدولية وبالتالي نحن غير معنيين بالاجابة على اسئلة او طلبات مدعي عام المحكمة الدولية". وكان بلمار اعلن في مقابلة مع موقع الكتروني لبناني نشرت في الاول من ايلول انه طلب "كافة المعلومات التي بحوزة الامين العام لحزب الله بما فيها المواد الصوتية والمرئية"، مضيفا "ما حصلنا عليه هو ما تم بثه على التلفزيون، في حين انه قال (...) ان ثمة المزيد من الادلة بحوزته. هذا المزيد هو ما لم نحصل عليه لذلك طلبت الحصول عليه". وبين "القرائن" التي عرضها نصر الله ونقلت عبر شاشات التلفزة، صور قال ان طائرات استطلاع اسرائيلية التقطتها وتشمل الطريق الساحلي في بيروت الذي اغتيل عليه الحريري في سيارة مفخخة. كما تحدث عن دور لعملاء اسرائيليين محتملين في قضية الحريري. وقال نصر الله "قدمنا ما لدينا من معطيات وقرائن الى القضاء اللبناني بناء على طلبه. اذا كان لدى القضاء اللبناني اسئلة ومتابعات تعنيه هو يريد التحقيق حولها نحن جاهزون".وتابع "اما اذا كان دور القضاء اللبناني فقط صندوقة بريد بيننا وبين المدعي العام للمحكمة الدولية فنحن لسنا جاهزين". واضاف "اذا كان المدعي العام يهتم بالقرائن التي قدمناها ام لا فهذا شانه. لكن اهتمامه او عدم اهتمامه سيكون مؤشرا هاما جدا يؤخذ في اي تقييم لسلوك واداء المدعي العام والمحكمة".ويخشى حزب الله توجيه الاتهام اليه في عملية اغتيال الحريري. من جهة ثانية، تطرق نصر الله في حديثه الجمعة الى قضية اختفاء الامام الشيعي موسى الصدر خلال رحلة له الى ليبيا عام 1978 وقال "كل الذين يعتبرون انفسهم معنيين بقضية الامام الصدر لم يذهبوا الى خيار المحكمة الدولية والتحقيق الدولي لاننا نعرف ان محكمة دولية في هذا المجتمع وفي هذا العالم تخضعها بضعة مليارات دولار". واشار الى انه "معروض على عائلة الامام وعلى الرئيس (رئيس المجلس النيابي الشيعي) نبيه بري ان يتعالج هذا الموضوع باثمان كبيرة جدا تساوي مليارات الدولارات"، من دون ان يوضح من هي الجهة التي تعرض ذلك.وقال "لكن نحن لا نبيع قادتنا بالدولارات". واضاف "لن نذهب الى محكمة دولية او تحقيق دولي في قضية الامام موسى الصدر"، معتبرا ان على "القضاء اللبناني ان يتحمل مسؤولية مواطنين لبنانيين بل قادة لبنانيين خطفوا واحتجزوا في بلد عربي". وتابع "لنا كلمة واحدة، الامام ورفيقاه احياء محتجزون في ليبيا ويجب اطلاق سراحهم واعادتهم الى ساحات جهادهم وعائلاتهم وشعبهم وبلادهم ونقطة على السطر". وتحمل الطائفة الشيعية في لبنان النظام الليبي بزعامة معمر القذافي مسؤولية اختفاء الصدر الذي شوهد في ليبيا للمرة الاخيرة في 31 اب 1978 بعد ان كان وصلها بدعوة رسمية في 25 اب مع رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، الامر الذي تنفيه ليبيا. واعتبر الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الجمعة ان المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين التي استؤنفت في واشنطن "ولدت ميتة"، مؤكدا ان "محور المقاومة" بات اقرب من اي وقت مضى منذ 62 عاما من القدس. وقال نصر الله في خطاب القاه عبر شاشة عملاقة في احتفال اقامه حزبه في "يوم القدس" في الضاحية الجنوبية لبيروت، "المفاوضات ولدت ميتة"، معتبرا ان "استهدافاتها السياسية والاعلامية واضحة والحاجة الاسرائيلية وبعض الحاجة العربية لها واضحة". واضاف "آخر من تعنيه هذه المفاوضات وترجع له هي فلسطين وشعب فلسطين"، مشيرا الى ان "اغلبية الفصائل الفلسطينية اعلنت رفضها وتنديدها واستنكارها". وقال بالتالي ان هذه المفاوضات "ليست لها اي قيمة". وتحدث نصر الله عن العراق، معتبرا ان "الانسحاب الاميركي عنوان هزيمة في الادارة الاميركية". وقال ان المشروع الاميركي الاسرائيلي في المنطقة سقط بسبب "صمود محور الممانعة والمقاومة في فلسطين وسوريا ولبنان وايران"، مؤكدا ان "المشروع الآخر فشل وهزم والى مزيد من الهزيمة". واوضح ان هذا المشروع فشل في "تصفية المقاومة في لبنان وفلسطين" وفي "اسقاط النظام المقاوم والممانع في سوريا" وفي "الهيمنة المطلقة على العراق" وفي "الوصول الى مرحلة عزل ايران". واضاف "نحن مدعوون الى مواصلة هذا الصمود وهذه المقاومة وهذه الممانعة". وقال الامين العام لحزب الله "في يوم القدس، نشعر اننا في المقاومة في لبنان في الموقع الصحيح من المحور المنتصر". واضاف "نحن اليوم في 2010 اقرب ما نكون بعد 62 عاما من القدس"، مضيفا "المسالة بيننا وبين المشروع الصهيوني كحركات مقاومة مسالة وقت لا اكثر. فهذا الكيان قدره، بحسب السنن الالهية والتاريخية وطبائع الامور ومعادلات الصراع، هو الزوال".