كشفت إحصائية طبية وفاة 50 % من السعوديين الذين يسافرون خارج المملكة لزراعة الأعضاء، وعزت السبب إلى عدم تطبيق بعض الدول التي يقصدها السعوديون، للاحتياطات الصحية اللازمة، وتتسبب مستشفياتها في نقل الأمراض القاتلة كالإيدز والتهاب الكبد الوبائي وغيرها. وأوضح نائب رئيس الجمعية السعودية الخيرية لتنشيط التبرع بالأعضاء في المنطقة الشرقية الدكتورة حنان الغامدي، أن هذه النسبة المرتفعة من الوفيات للمرضى السعوديين "جاءت نتيجة سفرهم لبعض الدول العربية والآسيوية غير المؤهلة طبيا، لإجراء عمليات زراعة الكبد". وبيّنت أن النسبة المشار إليها "تصاب بمضاعفات وأمراض معدية خلال عملية نقل الأعضاء، وتتعرض للوفاة بعد ما يقارب العام من زراعة الكبد، في حين تنخفض فيه هذه النسبة عند المسافرين للخارج لزراعة الكلى". وأشارت الغامدي خلال الحفل الرسمي لانطلاقة أعمال الجمعية السعودية الخيرية لتنشيط التبرع بالأعضاءفي بالمنطقة الشرقية السبت 21 أغسطس 2010 في الخبر، بحضور رئيس مجلس إدارتها عبدالعزيز التركي وأعضائها ونخبة من رجال الأعمال والمجتمع، إلى أن "عدد المتبرعين بالأعضاء سنويا في المملكة يصل ل 75 متبرعا تقريبا، فيما 95 % من المتوفين دماغيا بالمملكة هم من غير السعوديين الذين يفتقدون لثقافة التبرع بالأعضاء ولا يملكون وعيا كافيا بأهمية هذا العمل الخيري". وأوضحت أن نسبة المتبرعين بالمنطقة الشرقية "تصاعدت بشكل ملحوظ في الفترة الماضية، بعد إنشاء مركز للتبرع بالأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، مما ساهم في تنشيط هذه العملية وتوعية الأشخاص". فيما أوصى رئيس الجمعية السعودية الخيرية لتنشيط التبرع بالأعضاء في المنطقة الشرقية عبد العزيز التركي ب "إنشاء آلية واضحة في الإدارات الحكومية، تتعلق بمنح الإثباتات الشخصية للمواطنين والمقيمين تمكنهم من وضع خانة خاصة للتبرع بالأعضاء في حالة الوفاة دماغيا"، وأرجع السبب في ذلك حتى "يتم من خلالها التعرف على رغبة الشخص من عدمها، وهو الأمر الذي يسهل الوصول للمتبرع والحصول على موافقته مسبقا". وطالب المسؤولين عن التعليم في المملكة بإدراج مفهوم التبرع بالأعضاء في المناهج التعليمية، لما ينتج عنه مستقبلا من تثقيف أعداد كبيرة من الشباب وأسرهم وترسيخ أهمية هذا العمل، مع تركيز دور الإعلام وتسليطه الضوء في هذا الجانب لإيصال رسالة أهمية التبرع للمجتمع. وأضاف التركي أن الجمعية ستعمل على 3 محاور رئيسية "تتمثل في المرضى والمجتمع والكوادر الطبية"، موضحا أن "تأسيس الجمعية جاء بهدف تقديم المساعدات للمرضى المحتاجين لزراعة بعض الأعضاء الضرورية، لاستمرار حياة الإنسان ونشر التوعية بأهمية التبرع بين أفراد المجتمع". وأفاد أن الجمعية تعمل على توثيق الشراكة مع مختلف المستشفيات للعمل على زيادة الوعي بين المرضى وأسرهم، إضافة إلى التعاون مع مراكز الأحياء والجامعات بهدف إيجاد بيئة مستقبلية إيجابية تساعد على تنشيط التبرع بالأعضاء. وأشار التركي إلى أن أنشطة وأعمال الجمعية سيكون لها تواجدها في كافة مناطق المملكة بمجرد تحقيق الأهداف المرجوة على مستوى المنطقة الشرقية.