أثارت معلومات التي تداولتها وسائل اعلام مصرية عن واقعة إسلام كاميليا شحاتة زاخر زوجة القس تداوس سمعان كاهن دير مواس بالمنيا (شمال صعيد مصر) إرباكا شديدا في المقر البابوي ، خاصة بعد فشل الكنيسة الأرثوذكسية في تكذيب صحة هذه المعلومات أو تأكيد أي معلومات مغايرة ، الأمر الذي جعل البابا شنودة بنفسه يتدخل في الموضوع ويحرص على مقابلة "كاميليا" التي تخضع لتأثيرات روحية وطبية هائلة لإثنائها عن إشهار إسلامها . ونقلت صحيفة (المصريون) الأربعاء 18 أغسطس 2010 , عن مصادر كنسية أن "كاميليا" أثارت استياء البابا أثناء زيارته الخاصة بعد أن رفضت طلبه بالظهور عبر إحدى الفضائيات القبطية لنفي قصة إسلامها وأنها ما زالت حتى هذه اللحظة تقاوم تلك الضغوط الكنيسة الكبيرة . وأوضحت أن البابا شنودة قام بزيارة الى كاميليا أحاطتها الكنيسة بالسرية، وكان يرافقه مجموعة كبيرة من الأساقفة المقربين منه وذلك مساء الأحد الماضي , مشيرة الى أن زوجة كاهن دير مواس، محتجزة منذ أكثر من أسبوعين في أحد بيوت التكريس "الخدمة" في منطقة عين شمس بالقاهرة، والتي تفرض الكنيسة عليها بمساعدة جهة أمنية سياجًا حديديًا منعًا من وصول أي أحد إليها. وجاءت الزيارة وهي الأولى للبابا منذ عودته إلى مصر في الأسبوع الماضي بعد رحلة علاجية بالولايات المتحدة استمرت ثلاثة أسابيع، وبعد أن تسلم ثلاثة تقارير بشأن حالة "كاميليا" منذ احتجازها، تتضمن التوصية بالتوقف عن جلسات العلاج الروحي والنفسي، منعًا لتفاقم حالتها النفسية والبدنية السيئة التي تعيشها منذ إخضاعها للإقامة الجبرية في مكان معزول تمارس فيه ضغوط متنوعة حتى تتراجع عن إسلامها. وبحسب (المصريون) , فقد طالب الأنبا موسى أسقف الشباب , فى تقرير له , بالتوقف عن الجلسات "الروحية" التي يشرف عليها بنفسه ومنح كاميليا الفرصة حتى تستعيد صفاءها الذهني، على عكس رأي الأنبا يوأنس سكرتير البابا شنودة الذي يطالب في تقرير آخر باستمرار العلاج الروحي لها (مواعظ دينية ونصائح عقدية وإقامة صلوات معينة) "لمساعدتها على الشفاء"، فيما حذر تقرير طبي ثالث من استمرار إعطائها حبوب "الهلوسة" مطالبًا بالتوقف عنها، حتى لا تتحول حالة الهياج العصبي التي تنتابها إلى "جنون"، نظرًا لعدم جدوى العقاقير المهدئة. وكانت المفاجأة حسب رواية المصدر الكنسي عندما دخل عليها البابا حيث أشاحت بوجهها بعيدًا عنه، بينما ظل يتلو مجموعة من التراتيل والصلوات على أسماعها قرابة الساعة، دون أن يلقى أي استجابة منها، حيث قابلتها بالتجاهل التام ، وظلت تردد آيات من سورة "يس" بصوت خفيض طوال قراءته، كما فشلت محاولاته معها بأن تظهر على قناة CTV- القناة الرسمية للكنيسة- لنفي أنباء إسلامها، مبررًا الأمر بضرورة تهدئة الرأي العام وعدم إشعال الفتنة بلا داع، إلا أنها رفضت بشدة الطلب . وبعد انتهاء الجلسة، تداول البابا شنودة مع قيادات الكنيسة مجموعة من المقترحات بشأن معالجة الأزمة، وتفادي تكرار أزمة وفاء قسطنطين زوجة كاهن أبو المطامير في أواخر 2003، والعمل على تجنب الأضرار المحتملة جراء الأزمة، خاصة في ضوء اتساع دائرة الجدل من تزايد نفوذ الكنيسة، وفرض إرادتها على الدولة في كثير من الملفات، ذات الصلة بالأقباط في مصر. وطرح الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس على البابا شنودة إمكانية الاستعانة بسيدة مسيحية تتشابه مع كاميليا، لتظهر في وسائل الإعلام المسيحية وتنفي أنباء إسلامها بعد الحرج البالغ الذي وقعت فيها الكنيسة منذ كشف "المصريون" للتسجيلات الصوتية التي تثبت إسلامها، فضلاً عن كون هذه الفكرة فكرة الدوبلير تلقى استحساناً لدى جهات رسمية ، حسب قوله ، سعيًا للحيلولة دون اشتعال فتنة طائفية في مصر. واقترح بعض الحضور في هذا الإطار إمكانية عمل "ماسك" - قناع - للسيدة كاميليا ترتديه سيدة أخرى في نفس هيئتها لحل تلك الإشكالية، ولاقى هذا الأمر استحسانا لدي البابا، لكنه طلب التمهل في تنفيذه وقال للمقربين منه إنه قد يكون الحل الأخير الذي سيتم اللجوء إليه، في الوقت الذي أمر فيه استمرار الصلوات المسيحية طوال اليوم في بيت التكريس الذي تقيم فيه، أملاً في عودتها عن الإسلام.