يكاد الإنترنت أن يصبح ساحة لتكدير صفو العلاقات بين المسلمين والأقباط في مصر بعد أن بات فضاؤه ساحة ل «حرب كليبات»، بعضها عن أسلمة فتاة قبطية يقابلها ما يؤكد مسيحية أخرى، وهي ظاهرة جديدة تثير مخاوف بعد تجسد جرعات الشحن التي تسببها، في تظاهرات عدة انطلقت أمام مساجد وكنائس، كل يطالب بإعادة بني جلدته إلى داره. وبدأت القصة قبل أسابيع حين اختفت زوجة كاهن دير مواس كاميليا شحاتة، ما دعا الأقباط إلى التظاهر بحجة خطفها من قبل شاب مسلم، وبعد أيام أعلنت الأجهزة الأمنية إعادتها إلى زوجها وأنها تركت بيتها بسبب خلافات عائلية، غير أن الأمر تفجر بصورة أكبر بعد أن ظهر شيخ غير معروف في فيديو على شبكة الإنترنت أدعى أن زوجة الكاهن أسلمت وأن سلطات الأمن أجبرتها على العودة إلى الكنيسة ونشر لها صوراً وهي ترتدي الحجاب وتسجيلاً صوتياً نسبه إليها وهي تتلو آيات من القرآن الكريم وتعلن إسلامها. ووسط هذا الجدل، تظاهر أقباط بسبب اختفاء فتاة تدعى ماريان زكي متى بزعم اختطافها من مدينة الإسماعيلية، غير أن مواقع انترنت نشرت شريطاً مصوراً لفتاة قالت إنها ماريان وأنها اعتنقت الإسلام عن قناعة من دون ضغوط وسمت نفسها مريم محمد محمود. وأوضحت أنها أشهرت إسلامها في مشيخة الأزهر وطلبت من المسلمين حمايتها وأكدت للمتظاهرين من الأقباط أنها ليست مخطوفة وأن أحداً لم يجبرها على اعتناق الإسلام. وقوبلت تظاهرات الأقباط أمام مقر كاتدرائيتهم في القاهرة بتظاهرات للمسلمين أمام المساجد العامرة بمصلي التراويح خلال شهر رمضان، فانطلقت تظاهرات عدة شارك فيها مئات المسلمين أمام مساجد في محافظات مختلفة نددت بتسليم الأمن زوجة الكاهن إلى الكنيسة. وانتشرت على مواقع الإنترنت دعوات إلى «نصرة امرأة مسلمة» ومطالبات بكشف مكان احتجازها. وبات مصير كاميليا شحاتة تساؤلاً دائماً يطرح على طاولة القيادات الدينية. وقال مفتي مصر الدكتور علي جمعة رداً على سؤال عن ذلك الأمر إنه «لا يجوز لأي جهة أن تحتجز من يُشهر إسلامه... وإذا أسلم شخص، فلا يجوز لأحد أن يجبره على ترك الإسلام، وإذا أراد الشخص الذي دخل الإسلام العودة إلى ديانته الأولى فلا يجب أن يمنعه أحد أيضاً»، داعياً إلى مناقشة القضية بموضوعية ومن دون إثارة. أما بطريرك الأقباط البابا شنودة الثالث فكذب القول بأن كاميليا اعتنقت الإسلام. وقال: «ليس من حق أحد معرفة مكان وجود كاميليا أو السؤال أين هي؟». وانتشر على مواقع الإنترنت قبل أيام شريط مصور لسيدة قالت إنها كاميليا شحاتة وأنها لم تعتنق الإسلام وأكدت أنها تتحدث «من دون ضغط أو إرهاب» للدفاع زوجها وبيتها وكنيستها. ونفت المتحدثة في الشريط مزاعم تعذيبها أو حبسها في أحد الأديرة. واستغربت الحديث عن إجبار الكنيسة لها على العودة إلى المسيحية، وأضافت في الشريط الذي تردد أن قيادات كنسية سربته وتبدو صورة للمسيح وراءها: «ماذا ستستفيد الكنيسة لو عذبتني للتمسك بالمسيحية؟». وقالت إن الصورة التي نشرت في وسائل الإعلام «ليست لها». وانتقدت دور الصحافة في تناول قضيتها. ولم ينه هذا الشريط الجدل كما كان مفترضاً، بل فجره ما بين قبطي ينتقد ظهور كاميليا رضوخاً لرغبة المسلمين ومسلم يشكك في أن تكون هذه السيدة هي كاميليا شحاتة، على اعتبار أن ملامح وجهها تختلف عن «المرأة المحجبة» التي سبق نشر صورها، وهو ما نفاه كاهن دير مواس القس تداوس سمعان الذي أكد أن «من ظهرت في الشريط هي زوجتي وهي كاميليا الحقيقية التي خرجت لتؤكد للجميع أنها ما زالت على مسيحيتها وعقيدتها». واعتبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في رده على سؤال عن هذا الجدل، أن هناك «محاولات أجنبية لضرب الاستقرار والتآلف بين أبناء الشعب المصري بشقيه الإسلامي والمسيحي»، مؤكداً أن القيادات الدينية في مصر «متنبهة تماماً لمثل هذه المحاولات الخبيثة وتقف موقفاً موحداً من أجل التصدي لها ولأي محاولة لإيقاع الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب». وأوضح أن اللقاءات المتبادلة بين القيادات الدينية «هدفها الأساس الحفاظ على الوحدة الوطنية». ويرى البابا أن العلاقة بين القيادات الدينية في الطرفين طيبة، لكن ليست هذه هي الحال بالضرورة بين المواطنين العاديين.