أبدى عدد من الأهالي استياءهم مما يصاحب حفلات زفاف أبنائهم وأقاربهم، من أغانٍ وموسيقى يعتقدون أنها صاخبة وماجنة، مع ما يرافق ذلك من مشاهد خليعة وصور تخدش الحياء، على حدّ قولهم. ولا تخفّف مشاعر الفرح والسعادة التي تغمر الأهالي ليلة الزفاف، من حجم الاستياء والحزن المتكوّن لديهم نتيجة تلك المشاهد. وكانت إحدى السيدات، (أم عيسى)، من اللاتي امتزجت دموع فرحها بالدهشة الشديدة؛ بسبب ما رأته من سلوكيات أنكرتها في زفاف ابنها. وقالت ل"عناوين" إنّها رغم ترقبها ليوم فرح ابنها البكر وقرة عينها، إلا أنها مستاءة جداً من الحفل الصاخب الذي أقامه ابنها مع عروسه، من جلب فرقة صاخبة وحدوث سلوكيات لا توافق عليها أعرافهم وتقاليدهم . وأضافت أم عيسى: "أنا أم وأتمنى لابني السعادة والتوفيق في حياته، وإن كان لم يفِ لي بوعده بأن يكون حفل زفافه كما اتفقت أنا ووالده عليه؛ لأنه شاب ويريد أن يفرح بطريقته مع زوجته، ونحن في زمن لا يمكننا أن نفرض رغباتنا على أبنائنا". ويتفق أبو عبد الكريم مع أم سامي في أن الأعراس باتت مختلفة عما كانت عليه سابقاً؛ فأصبحت أكثر جنوناً من ذهاب الحياء وفعل الفحش وصرف الأموال في غير مكانها الصحيح، مضيفاً أنه لا يعلم إن كان الله سيحاسبه على حضوره هذه الأعراس، خصوصاً أنها لذوي القربى. فهو حضر زواج ابنة أخيه مؤخراً. من جانبه أكد الدكتور محمد النجيمي، عضو المجمع الفقهي الإسلامي ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فهد الأمنية، أن الإنسان يأثم على إقامته مناسباته الخاصة كحفلات الزفاف أو عقد القرآن المشتملة على المنكرات والممنوعات في الشريعة الإسلامية، بالإضافة لاشتمالها على الإسراف والمبالغة في تكاليف الحفل. كما أوضح أنه إذا كان لدى من يرغب في حضور حفل زفاف صاخب وماجن، علمٌ بالمنكر الحاصل في الفرح؛ فلا يجوز له الحضور أصلاً. أما إن كانت حضوره لأجل تقديم التهاني والمباركة، فلا بأس بذلك، ومن بعدها يغادر لأنه لا يجوز للإنسان المكوث في مكان فيه منكر. مبيناً أنه في حال كان ممن لا يعلم وحضر ولم يتمكن من المغادرة؛ لصعوبة الأمر، كأن يكون من أقرباء الدرجة الأولى للعروسين، أو أن يكون ممن يتسبب خروجه من الحفل بضرر، أو أن بكون لهم به حاجه، أو خائفاً من أن يكون قاطعاً للرحم؛ فهنا نقول له كما قال تعالى: ( اتقوا الله ما استطعتم). وبهذا يكون قد ارتكب أخف الضررين. وأضاف: إن حفلات الزفاف التي تتسم بالإسراف والمبالغة في التكاليف، إضافة إلى تحولها لحفلات صاخبة وماجنة، كأنها كازينو؛ كلها من الممنوعات في الإسلام، ولا تجوز، وهي محرمة شرعاً، ومخالفة للشريعة، مؤكداً أن الإسلام أمر بالفرح في الزواج وضرب الدف والغناء الذي لا يتضمن موسيقى أو محرمات أو إسراف. وأردف قائلا: إن الزواج في الإسلام يعدّ رابطة عظيمة ومقدسة. والرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، أمرنا بعدم الإسراف، قائلاً عليه الصلاة والسلام: "لا تسرف ولو كنت على نهر جار". والقرآن قبله حث على ذلك، بدليل قوله تعالى: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا"، لافتاً إلى أن الغاية من الأعراس في السابق كانت للتعارف وليس للتباهي.