تتميز حفلات الزفاف بالبيت الأبيض الأمريكي، حيث يقيم عادة رئيس البلاد المنتخب وعائلته، بالفخامة والشهرة والأمن. ويراها بعضهم وسيلة مضمونة لرفع شعبية الرئيس وكسب ود الجماهير. وكان زفاف نيللي ابنة الرئيس السابق جرانت حدث الموسم بالنسبة إلى الصحف المحلية في عام 1878. وعند إقامة زفاف تريسيا نيكسون عام 1971، وافق المحتجون على حرب فيتنام، الذين نصبوا خيامهم خارج البيت الأبيض أن يبتعدوا بمكبرات الصوت إلى الشارع حتى انتهاء الحفل والعودة مرة أخرى. ويشكل أي عرس بقصر السلطة التنفيذية فرصة مثالية لرؤية الشخصيات البارزة والملابس الفاخرة والأضواء. يملك البيت الأبيض تاريخا طويلا في إقامة حفلات الزفاف الرئاسية. ويوجد موقع متخصص على شبكة الإنترنت يبرز تفاصيل تلك الأفراح. وحتى الآن، شهد قصر السلطة التنفيذية المشهور 17 فرحا، منها تسعة لأبناء وبنات الرؤساء، بالإضافة إلى حفل زواج الرئيس السابق جروفر كليفلاند. ورغم ذلك، فقد آثر بعض أبناء الرؤساء إقامة حفلات زفافهم خارج البيت الأبيض، مثل زفاف لوسي ابنة الرئيس السابق ليندون جونسون، وكذلك زفاف جولي ابنة الرئيس نيكسون التي تزوجت من حفيد الرئيس السابق دوايت إيزنهاور. أما دوروثي بوش، أخت الرئيس بوش، فقد أقامت حفل زفافها في كامب ديفيد. وتنص الأعراف غير المكتوبة على أن تحضر آخر عروس أقيم زفافها في البيت الأبيض، العرس التالي الذي يقام هناك. وكان آخر زفاف أقيم في حديقة الورود بالبيت الأبيض هو حفل زفاف نيكول بوكسر، ابنة السيناتور بربارة بوكسر على توني رودهام، الشقيق الأصغر لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. لكن آخر ابنة لرئيس تزوجت في البيت الأبيض هي تريشيا نيكسون قبل أكثر من 35 سنة. وبغض النظر عن اهتمام العامة بحياة أبناء الرؤساء الشخصية، مثل تصرفات تشلسي كلينتون الخرقاء، وابنتي بوش التوأم جينا وبربارة، اللتين اشتهرتا بحضور الحفلات الصاخبة، فقد عرفت الأعراس بأنها تقدم فهما جديدا عن الرؤساء. وعند الإعلان عن خطوبة ابنة الرئيس بوش جنا على هنري هاجار، أحد مساعدي الرئيس السابقين، تعاطف الرأي العام الأمريكي مع بوش وأعاد النظر إليه بصفته رب عائلة وأبا، ما زاد في شعبيته من خلال اهتمام الجمهور ومتابعة أخبار الزفاف وتفاصيله. وهناك أسباب قد تدفع أي خطيبين كي يختارا إقامة العرس في البيت الأبيض. فالمكان هو منطقة ممنوع فيها الطيران، وتتوافر حماية من غزو المصورين الذين يطاردون الأزواج المشاهير. وتعني أفراح البيت الأبيض لسكان واشنطن الحرص على متابعة التفاصيل الطريفة الخاصة بخاتم الزواج والكعكة ووصيفات العروس وأربطة الجوارب والثوب، وأي شيء آخر يخص الزفاف، خاصة إذا فقد أحد الحاضرين توازنه ورقص بطريقة مضحكة .