تخيّل أن يطلب منك طفلك شراء علبة أدوات هندسية، وتفاجأ بعد أيام أن هذه الأدوات لا تخص مادة الرياضيات، بل إنها تحولت في يد ابنك (10 أعوام) إلى سلاح يهاجم به.. صالح المفضلي مدرس في إحدى المدارس الابتدائية شرق الرياض قال ل (عناوين): إن بعضا من الطلاب الذين لا تتجاوز أعمارهم ال 12 عاما، لا يتورعون عن استخدام أدوات حادة أو حتى أسلحة بيضاء في حال الشجار مع زملائهم (الأطفال). وأضاف: "يستخدم الأطفال الأدوات الهندسية كالفرجار أو السكاكين إن كانوا خارج المدرسة للطعن أو إلحاق الضرر بزملائهم". وأشار المفضلي إلى أن تطور هذا السلوك غير المألوف من الأطفال واستخدامهم مثل هذه الأدوات الحادة والخطرة؛ يكمن وراءه غياب الرقابة الأسرية، منوها بإدمان الأطفال على مشاهدة أفلام ومسلسلات العنف، التي عززت من روح العدوانية لديهم. وأوضح أنه "من المعروف أن الشجار بين الأطفال لا يتعدى كونه لفظيا أو تشابكا بالأيدي لا يلحق الضرر بكلا الطرفين، مشددا على أن هذا التطور المفاجئ في السلوك العدواني يحتاج إلى التحرك الأسري وكذلك التربوي للوقوف يدا واحدة للحد من العنف الجسدي بين الأطفال أنفسهم". واعترف المفضلي أن هذا السلوك العدواني يؤكد وجود خلل في تربية الطفل سواء على مستوى المنزل أو المدرسة أو حتى المجتمع الخارجي. ونصح المفضلي جميع أولياء الأمور بتهذيب سلوك أبنائهم الذين ما زالوا في مرحلة متقدمة من العمر، حتى لا تسيطر عليهم النزعة العدوانية, فيحولوا براءتهم إلى جرم اقترفته أيديهم، مشددا على أن السلوك العدواني لدى الطفل إذا لم يوجه على الطريق الصحيح, فقد يلزمه في الكبر ليكون مجرما أو منحرفا ضارا لنفسه ومجتمعه من حوله. يشار إلى أن قضيةكان الجاني فيها طفل (فتح رأس زميله بقلم)، وتشير التفاصيل إلى أن طفلا يبلغ من العمر 14 عاما من متوسطة الزبير في محافظة حفر الباطن, قام الأحد 5/4/2009 بإصابة زميله بإصابات بالرأس نتيجة طعنه بقلم في رأسه. وأشارت مصادر طبية إلى أن أجزاء من القلم بقيت في رأس الطالب، ما استدعى تحديد موعد للقيام بعملية جراحية في رأسه. من جانبها قالت الأخصائية النفسية الدكتورة أمل محمد عبد الغني: "إن أسباب عنف الأطفال متعددة, فقد تكون نابعة من وجود الطفل داخل أسرة تمارس العنف, سواء من قبل الأب أو الأم أو الإخوة, ما جعله يعتاد على هذا السلوك مع الآخرين". وأضافت: وربما يأتي نتيجة الجو الأسري المحيط به وافتقاده الحنان، أو وجود خلل ما في شخصية الطفل, كإصابته بحالة اكتئاب أو قلق نفسي فيطلقه كردة فعل بصورة نوع من العنف تجاه الآخرين. وأكدت الدكتورة أمل أن كل حالة تظل منفردة عن الأخرى ولها طريقة لعلاجها على حسب نوعها, فإن كانت حالة العنف ناتجة عن مرض يتم البحث عن السبب في ظهورها وعلاجها، منوهة بأنه في حال كان سبب العنف المحيط الأسري, فإنه يتم حل الخلافات الأسرية سواء كان ذلك عن طريق العلاج الجماعي أو الأسري أو السلوكي للطفل نفسه.