قال الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة السعودية السابق وسفير خادم الحرمين الشريفين السابق في الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة؛ "إن الخلاف العربي سبب أساسي في زيادة الدور الإيراني في المنطقة على حساب المصالح العربية والقضايا العربية المصيرية", واصفا إيران ب "نمر من ورق ومخالب فولاذية". وبين أن النظام السياسي والقيادة السياسية الإيرانية ضعيفة وهزيلة, فيما أن هذه القيادة تملك أدوات قوية يمكن استخدامها في تحقيق الطموح الإيراني بالتوسع على حساب القضايا العربية والمصلحة العربية. وأكد الفيصل في جلسة حوارية جمعته بعدد من رؤساء الحكومات السابقين والوزراء والمفكرين الأردنيين في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية؛ أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قدمت العراق لإيران على طبق من ذهب, مشيرا إلى أن السعودية تستطيع أن تلعب دورا مهما على صعيد استتباب الأمن في العراق. وفي شأن العلاقات الأمريكية- السعودية, أوضح الفيصل أنه ليس هناك ما يمكن إخفاؤه في العلاقات السعودية- الأمريكية, وأن هذه العلاقات قامت منذ البداية على دعم المصالح والقضايا العربية, وعلى رأسها القضية الفلسطينية, وهذا الاتجاه في العلاقات تجسد في موقف الملك عبد العزيز آل سعود ورفضه مطلب روزفلت بالموافقة على تهجير اليهود من أوروبا إلى فلسطين, حيث رفض الملك عبد العزيز آنذاك هذا الموضوع رفضا قاطعا, كما واستمرت المصارحة في العلاقات السعودية- الأمريكية حينما أعلن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية أن أمريكا قدمت العراق على طبق من ذهب لإيران, الطرح الذي لاقى معارضة من وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة رايس. وعن توجه الدور السعودي في العراق قال الفيصل: إن الفترة من العام 2003 ومنتصف 2006 ظهرت في العراق قوى وعناصر كانت تحاول إبعاد العراق عن بعده العربي وعروبته, والدليل تشكل منظمات كانت تعمل على الاستفراد في العراق, ووضعه تحت السيطرة الإيرانية. وعلى صعيد متصل, انتقد الفيصل الهجمات التي تنفذها أمريكا في الأراضي الباكستانية, معتبرا هذه الهجمات خطأ فادحا يضعف الجيش الباكستاني المؤسسة الوحيدة التي توحد باكستان. وعلى صعيد التأثير العربي في أمريكا قال الفيصل: إن الخلاف العربي وعدم وجود رؤية عربية متكاملة واستراتيجية موحدة لمقاومة المشروع والتأثير الصهيوني المتمثل باللوبي الصهيوني في أمريكا؛ أدت إلى عدم وجود خطة عربية ورؤية عربية لخدمة القضية الفلسطينية في الغرب, مشيرا إلى أنه خلال عمله سفيرا في أمريكا لم يصادف أن توافق العرب على إجراء اتصالات مشتركة للضغط على الإدارة الأمريكية لتغيير انحيازها نحو إسرائيل.