التخطيط ليس سياسة بل هو جزء منها، وليس اقتصاداً بل هو جزء منه، فالتخطيط نمط تفكير فرديّ، وكلّما كان إبداعيّاً كان تأثيره جماعياً، وللأسف فإن التفكير في تخطيط أمر ما يُكتسبُ منذ الطفولة، حيث يغرس الآباء والأمّهات مهارة التخطيط بتحفيز الأطفال على التفكير فيما يفعلون، أو ما يودّون فعله، وإذا ما استعرضنا نمط الحياة الاجتماعية في السعودية فإنّ "مثبّطات التخطيط" تنتشر في كلّ مكان، بدءاً من المنزل، ومروراً بالمدارس، وانتهاء بقاعات الجامعات ومقاعد الوظائف .. حتّى نُغيّر أو نتغيّر، فإن علينا أن نغرس أنماط التفكير المؤدّي للتخطيط في عقول الصغار أولاّ، وأن ننتزع من الكبار ما استأثروا به من تخطيط لنا وللآخرين، أن نبدأ بالتخطيط البسيط، عن: ماذا نفعل يوم غدِ مثلاً؟، وماذا سنفعل في إجازة نهاية الأسبوع؟، وماذا سنفعل السنة القادمة؟، وبقليل من التفكير، ورغبة في التغيير، ومثابرة على الهدف، سنجد أن التخطيط ليس سياسة، وليس اقتصاداً، وإنما هو منهجُ حياة، وحين لا نملك منهجاً للحياة فإننا نتيح للآخرين أن يخطّطوا أبسط تفاصيل حياتنا، لنسلب أنفسنا من أنفسنا، ونسلب أبسط حقوقنا: أن نكون ما نريد ..