حذر الرئيس المصري حسني مبارك، الخميس 6 مايو 2010، قادة المعارضة من مخاطر الفوضى في محاولاتهم احداث اصلاحات وتغييرات في البلاد. وتحدى الرئيس المصري، المعارضة بتوضيح برنامجها السياسي، وذلك في اول خطاب مباشر له منذ عودته إلى القاهرة من رحلته العلاجية في المانيا، والذي كان مقررا له أن يلقيه في مناسبة عيد العمال.
وذكرت BBC انه كانت هناك شكوك قد أثيرت حول صحة الرئيس المصري، الذي يبلغ من العمر82 عاما، كما تساءل الكثيرون عن قدرة مبارك على التقدم إلى الانتخابات الرئاسية العام المقبل. وكانت القاهرة قد شهدت الاثنين الماضي مظاهرة نظمها نواب معارضون واعضاء حركات، للمطالبة بالغاء العمل بقانون الطوارئ واجراء اصلاحات سياسية ودستورية. وتجمع نحو 150 شخصا امام مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير وسط القاهرة للقيام بمسيرة حتى مقر مجلس الشعب الواقع على بعد عشرات الامتار. وجاء الطلب بتنظيم المسيرة السلمية على خلفية جدل ثار في مصر مؤخرا بشأن تصريحات نسبت إلى نائب في البرلمان عن الحزب الوطني يطالب فيها رجال الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين. وسعى الحزب الوطني الحاكم لاحتواء الأزمة التي أثارتها هذه التصريحات، والتي جاءت بعد مواجهات الشهر الماضي بين الشرطة ومجموعة من الشباب المتظاهرين من نشطاء ما يعرف بحركة 6 أبريل. يذكر أن الرئيس المصري لم يحدد حتى الآن ما إذا كان سيترشح للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل. وردد المتظاهرون "يسقط يسقط حسني مبارك"، كما اطلقوا هتافات ضد وزير الداخلية حبيب العادلي وقانون الطوارئ الساري العمل به منذ تولي مبارك السلطة عام 1981. يذكر أن الدعوة الى الاصلاح السياسي اكتسبت زخما في مصر مؤخرا، بعد إعلان المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي استعداده لخوض سباق الرئاسة في مصر في حالة اجراء اصلاحات دستورية تزيل القيود المفروضة على ترشح المستقلين. يشار إلى أن مصر ستشهد في يونيو المقبل انتخابات مجلس الشورى، كما ستشهد قبل نهاية العام الجاري انتخابات مجلس الشعب.