توافد عشرات اليمنيين ظهر الجمعة 30 أبريل 2010, على مقر السفارة البريطانية في صنعاء, وقدموا للسفير تيم تورلوت كميات من الورد والزهور بمناسبة نجاته من تفجير انتحاري استهدفه الإثنين الماضى, معبرين عن أسفهم لهذا الحادث الإرهابي. وبدوره, عبّر السفير البريطاني عن شكره وتقديره لجميع اليمنيين وللشخصيات الحكومية والسياسية ومن مختلف الشرائح الذين سارعوا لتهنئته بسلامته ونجاته. وشكر تورلوت جميع اليمنيين الذين أبلغوه شجبهم واستنكارهم "مثل هذه الأعمال الجبانة والخارجة عن القانون والتي لا تمت إلى الإسلام بصلة". وفي السياق ذاته , قدّم علي نعمان الصلوي، والد الانتحاري, الذي فجّر نفسه قرب سيارة السفير البريطانى الاعتذار للسفير والهيئات الدبلوماسية الأجنبية في اليمن, ووصف الحادث بأنه "عمل جبان ولا يعبر عن الإسلام أو الشعب اليمني". وقال الصلوي إن ابنه عثمان (22عاماً) الذي اختفى قبل نحو شهر ونصف, كان قد تخصص في دراسة التحكم الآلي بأحد المعاهد التقنية وتفوق في دراسته، وسبق أن اعتقل لأكثر من عام خلال دراسته الثانوية بتهمة الانتماء للمتشددين. وكان الصلوي قد فجّر نفسه الإثنين الماضى أمام موكب السفير البريطاني الذي لم يصب بأي أذى، فيما أصيب 3 أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة بينهم امرأة. من جهتها , أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن الهجوم "يحمل بصمات تنظيم القاعدة". وصرح وزير الداخلية اللواء الركن مطهر المصري, مساء الخميس 29 أبريل 2010, بأن الأجهزة الأمنية اعتقلت وكشفت في وقت قياسي ومبكر مدبري العملية الإرهابية الفاشلة والممولين والمجهزين لها، معتبرا ذلك إنجازا أمنيا كبيرا. على صعيد آخر, أوضح رئيس جهاز الأمن القومي علي الآنسي أن التحريات والجهود الأمنية مستمرة منذ بداية حادثة اختطاف الأسرة الألمانية وبريطاني، وقال: "المعلومات المتوافرة لدينا تؤكد أن من قام بها هُم عناصر تنظيم القاعدة، وربما بدعم لوجستي من بعض العناصر الحوثية". وأضاف الآنسي, الذي يشغل أيضاً منصب مدير مكتب رئاسة الجمهورية، في حوار نشرته مجلة يمنية الجمعة 30 أبريل 2010: "القضية يكتنفها كثير من التعقيد وهناك عديد من الاعتبارات التي لا يمكن الإفصاح عنها في الوقت الراهن؛ لاعتبارات أمنية؛ وحرصاً على سلامة المخطوفين الذين نعمل بكل الوسائل والسُبل على الإفراج عنهم وإعادتهم إلى ذويهم بسلام".