قضت محكمة مصرية، الأربعاء 28 أبريل 2010، بالسجن لمدد تراوح بين 6 أشهر و25 عاما، على 26 متهما هم أعضاء مجموعة تقول مصر إنها تابعة لحزب الله اللبناني، وإنها سعت إلى القيام بعمليات "إرهابية" لزعزعة الاستقرار في البلاد. وقال القاضي عادل عبد السلام جمعة: إن المحكمة عاقبت المتهمين الثلاثة: الأول محمد قبلان، والتاسع عشر سالم عايد حمدان، والعشرون مدحت حسان حسانين (غيابيا)؛ بالسجن المؤبد ومدته 25 عاما، ويُوصف (قبلان) في أوراق الدعوى بأنه رئيس قسم مصر في وحدة دول الطوق (الدول المجاورة لإسرائيل) في حزب الله. وكانت محكمة أمن الدولة العليا طوارئ قد بدأت بمحاكمة المجموعة التي تضم لبنانيَين أحدهما قبلان في أغسطس من العام الماضي. وأنكر من حضر منهم الجلسة التهم المنسوبة إليهم، لكن حزب الله قال في أبريل من العام الماضي: إن مصر تحتجز عضوا فيه هو سامي شهاب، وإن شهاب كان يقدّم إمدادات عسكرية لقطاع غزة، بمساعدة ما يصل إلى 10 أشخاص آخرين، نافيا أن يكون استهدف مصر. ويتوقع مراقبون أن يتسبّب الحكم في زيادة حدة التوتر في العلاقات بين مصر وحزب الله، وقال جمعة: إن المحكمة عاقبت شهاب واسمه في أوراق الدعوى يوسف أحمد منصور، بالسجن لمدة 15 عاما، والمدانون لبنانيان وخمسة فلسطينيين وسوداني واحد و18 مصريا، وعاقبت المحكمة منهم اثنين آخرين بالسجن لمدة 15 عاما، و15 شخصا بالسجن لمدة 10سنوات، واثنين بالسجن لمدة 7 سنوات، وواحدا بالسجن لمدة 5 سنوات، وواحدا بالسجن لمدة 3 سنوات، وواحدا بالسجن لمدة 6 أشهر. وأضافت المحكمة سنة حبسا بتهم أخرى لأحد المدانين الذين حكمت عليهم بالسجن لمدة 10 سنوات، وصدر الحكم غيابيا على متهم رابع ومدة عقوبته 5 سنوات. وقال جمعة: إن المحكمة ترى أن "ما اقترفه حزب الله اللبناني من أفعال بواسطة ممثليه المتهمين الأول... ومرؤوسه الثاني" لا صلة له بدعم المقاومة الفلسطينية. وتساءل: "هل كل ذلك الدعم (يكون) من خلال جمع المعلومات عن القرى والمدن والطرق الرئيسة بمحافظتي شمال وجنوبسيناء، وأن يشمل هذا الدعم رصد وتحديد الأفواج السياحية المترددة على مناطق جنوبسيناء؟"، ومضى متسائلا: "هل يشمل أيضا دعم المقاومة الفلسطينية استئجار بعض العقارات المطلة على المجرى الملاحي لقناة السويس لاستغلالها لرصد السفن العابرة بالقناة؟ وهل دعم المقاومة الفلسطينية يكون من خلال تصنيع عبوات متفجرة والاحتفاظ بها في مسكن المتهم سالم عايد حمدان بمحافظة شمال سيناء؟". وتابع أن "هذا الحزب المسمى بحزب الله كان يقصد ضرب اقتصاد مصر وتمزيق أوصال شعبها وإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في أرجائها"، وقال: إن المتهمين بخلاف قبلان وشهاب "سلكوا طريق الجريمة". وكان المتهمون صامتين لدى دخولهم قفص الاتهام وبدا عليهم الشعور بالخوف، وبعد النطق بالحكم كبروا "الله أكبر" وهتفوا "فداك يا أقصى" و"حسبنا الله ونعم الوكيل". وحوكم قبلان وشهاب بتهم "تجنيد وتمويل عناصر التنظيم والتخطيط لتنفيذ العمليات الإرهابية"، وحوكم 20 آخرون بتهم تشمل "التخابر لمصلحة منظمة خارجية تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وضرب أهداف ومنشآت سياحية داخل مصر وتعطيل المجرى الملاحي لقناة السويس، أعدوا في سبيل تنفيذ ذلك المخطط أحزمة ناسفة ومواد متفجرة وقاموا بحفر نفق بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية لتهريب تلك المواد المتفجرة وأيضا تهريب بعض الانتحاريين إلى مصر". كما حوكم الأربعة الباقون بتهمة "المساعدة في الإعداد للعمليات الإرهابية". وأحكام محاكم أمن الدولة لا تقبل الاستئناف أو الطعن فيها، لكن بإمكان رئيس الدولة أن يعفو عنها. وذكرت (رويترز) أنه في العام قبل الماضي قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله: إن مصر "شريك في جريمة" مع إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة لرفضها فتح معبر رفح بلا قيود. وقالت مصر: إن نصر الله يريد نشر الفوضى في المنطقة لخدمة آخرين في إشارة إلى إيران فيما يبدو، وتوترت العلاقة بين مصر وحزب الله بعد انتقاد القاهرة عملية قام بها الحزب عبر الحدود مع إسرائيل وأسر خلالها جنديين إسرائيليين عام 2006، ما تسبب في حرب واسعة شنتها إسرائيل على لبنان. وفي وقت سابق دافع المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف، عن حزب الله قائلا: إن "حزب الله لم يهدد الأمن القومي المصري.. قام بجهده الكبير في دعم المقاومة (الفلسطينية)"، مضيفا "جميع الحركات الشعبية وجماعات المقاومة التي دعمت الفلسطينيين في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم والمستبد على غزة، مسحت عار الأنظمة العربية التي تخاذلت عن الدفاع عن الشعب الفلسطيني ودعمه ومساندته، و(كانت في صف) موالاة وتنفيذ المخططات الصهيونية والأمريكية تجاه المنطقة".