أصبحت إلهام القاسمي أول امرأة عربية تصل إلى القطب الشمالي. فقد تحدّت إلهام درجات الحرارة الباردة، التي بلغت 30 درجة مئوية تحت الصفر، وتعاملت مع جميع الظروف المناخية الباردة القاهرة لتحقيق حلمها وطموحها لتقوم برحلة إلى المناطق القطبية. وقالت القاسمي ل ( سي إن إن) الأربعاء 28 /4 /2010: "أردت أن أقف على رأس العالم.. وأردت أن أُوجد في منطقة تتناقض كلياً من حيث المناخ والحرارة مع ما عهدته طوال حياتي". وما إن وصلت القاسمي إلى القطب الشمالي، حتى قامت بنثر رمال كانت قد أحضرتها معها من الإمارات العربية المتحدة، على جليد القطب. وكانت القاسمي قد بدأت رحلتها إلى القطب الشمالي في السادس عشر من أبريل، منطلقة من قاعدة روسية مؤقتة أنشئت على قطعة جليدية منجرفة في المحيط المتجمد الشمالي. بعد ذلك، تزلجت لمسافة 128 كيلو متراً، وأنهت رحلتها في الثالث والعشرين من الشهر نفسه بالوصول إلى الدائرة القطبية 90 درجة شمالاً، وهي المنطقة المعروفة جغرافياً باسم الدائرة القطبية الشمالية. وخلال الرحلة، حملت القاسمي وأفراد الطاقم المرافق، والمؤلف من دليلين وثلاثة مرافقين آخرين، كل احتياجاتهم من الطعام والمعدات. وأثناء الرحلة تعرضت القاسمي إلى ما يسمّى قضمات الصقيع التي أصابتها في الأنف والأصابع. وقالت القاسمي ل (سي إن إن): "يواجه المرء واحدة من أكثر بيئات الطبيعة قسوة". وقبل بدء رحلتها، قضت القاسمي نحو 6 أشهر في برنامج تدريبي، حيث تدربت في جبال الألب الفرنسية، واحتفظت خلال تلك الفترة بيومياتها مسجلة على أشرطة فيديو. وخلال حملتها إلى القطب الشمالي، احتفظت القاسمي بمجلة إنترنت لتسجيل خبرتها، وصفت فيها مشهد رؤية الكتل الجليدية ورؤية السراب الجليدي، وهو عبارة عن شموس زائفة بين أضواء الشمال وأقواس قزح. وقالت القاسمي: "لقد كانت قدمي وذراعي وظهري على ما يرام.. ولكن مفاصلي كانت تؤلمني من جرّاء المسير الطويل، فقد كنا نمشي 8 ساعات من دون استراحة، على أن التحدي الذهني والحالة العقلية هما الجزء الأكثر أهمية في هذه الرحلة". وعندما كانت معنوياتها تتهاوى، كانت القاسمي تلجأ إلى قراءة الرسائل التي تتلقاها من الأحبة والأصدقاء الذين منحوها التشجيع والقوة على المُضي قدماً، بحسبما ذكرت. كذلك فإن الدعم الذي تلقته من النساء في الشرق الأوسط ألهمها على المتابعة وتحقيق المهمة وحلمها الطويل. وأضافت إلهام القاسمي: "قبل الشروع في الرحلة.. تلقيت بالفعل برسائل ملهمة ومشجعة من نساء من مختلف أنحاء الشرق الأوسط.. من السعودية وسوريا والمغرب، كن يردن مني تحقيق هذا الحلم.. لذلك لم يعد الحلم شخصياً على الإطلاق".