فى الوقت الذى منعت سحابة الرماد البركانى فى ايسلندا ملايين المسافرين من القيام برحلاتهم، اضطر عدد كبير من الشخصيات السياسية والفنية لابتكار وسائل خاصة للوصول إلى وجهاتهم , حيث اضطرت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إثر عودتها من الولاياتالمتحدة لقضاء ليلة الجمعة 16 أبريل 2010 فى لشبونة وقد وصلت بعد ظهر السبت إلى روما التى ستتوجه منها إلى بولزانو شمال ايطاليا . وقررالرئيس البرتغالى انيبال كافاكو سيلفا التوجه إلى أسبانيا بالسيارة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البرتغالية التى قالت إنه يمضى ليلة السبت فى ستراسبورج (شرق فرنسا) قبل أن يتوجه إلى برشلونة الأحد ليستقل طائرة متوجهة إلى لشبونة. وفى حال أغلق مطار برشلونة قبل وصوله، سيواصل رحلته بالسيارة حتى لشبونة ، وسيسير على خطاه الوفد الذى يرافقه، تقله ثلاث حافلات , أما الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز الذى كان يقوم بزيارة إلى فرنسا، فقد تمكن من أن يستقل طائرة من باريس، خلافا للوفد المرافق له، حسبما ذكرت الناطقة باسمه. وانعكست الفوضى التى سببها انفجار البركان الايسلندى فى حركة النقل الجوى على تشييع الرئيس البولندى ليخ كاتشينسكى الذى اعتذر عدد كبير من لقادة عن حضوره بينهم الرئيس الأمريكى باراك أوباما، لكن الرئيس السلوفينى دانيلو تورك قرر التوجه إلى كراكوفا بالسيارة، ومثله الرئيس الاوكرانى السابق فكتور يوتشينكو.. أما الرئيس الرومانى ترايان باسيسكو فقد اختار أن يستقل مروحية من بوخارست إلى اوراديا شمال غرب رومانيا ثم التوجه من هناك إلى كراكوفا بالسيارة عن طريق المجر وسلوفاكيا. ونظيره التشيكى فاتسلاف كلاوس سيستقل القطار ثم السيارة. وبين الذين اعتذروا عن المشاركة فى تشييع الرئيس البولندى الراحل رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو وملك أسبانيا خوان كارلوس ورئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو والرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى. و تأثر بشدة عمل المؤسسات الأوروبية ، فقد تغيب 7 وزراء عن اجتماع لوزراء مالية الاتحاد الأوروبى فى مدريد، هم وزراء مالية بلجيكا والدنمارك وايرلندا ومالطا وبولندا وبريطانيا والسويد. واحتفظت وزيرة الداخلية النمساوية ماريا فيكتير التى اضطرت للبقاء فى اسبانيا اثر اجتماع، بهدوئها مشيرة إلى أنها قد تعود إلى بلدها بالسيارة.وقال مسؤول أوروبى: "إذا استمر هذا الوضع فسنرى ما هى الاجتماعات المهمة." ومن مشاهير السياسة لعالم الفن لم يختلف الأمر كثيرا فقد اضطرت المغنية الأمريكية ويتنى هيوستن لان تستقل عبارة من بريطانيا إلى ايرلندا حيث تقصد عددا من العروض اعتبارا من السبت. أما جون كليز الممثل السابق فى أفلام (مونتى بايتن) الذى لم يتمكن من مغادرة أوسلو، فقد استقل سيارة اجرة إلى بروكسل التى تبعد 1500 كيلومتر لقاء 3800 يورو، حسب تلفزيون نرويجى. وقال الكوميدى البريطانى فى اتصال أجرته معه المحطة النروجية : "جربنا جميع الاحتمالات، لكن لم يبق اى مكان على متن عبارات الركاب وفى القطارات. عندئذ رأى مساعدى الرائع أن الحل الأبسط يكمن فى الاستعانة بسيارة أجرة." وقد اكتظت القطارات والحافلات بعد إلغاء معظم رحلات الطيران فى أوروبا الشمالية، بالعديد من المسافرين إلى أن يستقلوا سيارات أجرة كى يقطعوا مسافات طويلة، على غرار راكب فى العاصمة النرويجية قام بالرحلة الأطول من أوسلو إلى باريس.